للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا، ولنا الآخرة؟!». فأنزل الله: {وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ..}. إلخ، وانظر ما ذكرته في سورة (الأحقاف) رقم [٢٠] فإنه جيد.

الإعراب: {وَإِذا:} الواو: حرف عطف. (إذا): انظر الآية السابقة. {رَأَيْتَ:} فعل، وفاعل، والمفعول لم يذكر، ولا ينوى، ولا يسمى محذوفا؛ لأن الفعل نزل منزلة ما لا مفعول له إذا المراد الإعلام بمجرد إيقاع الفاعل للفعل، أفاده ابن هشام في المغني. وقال الفراء:

{ثَمَّ} مفعول به لرأيت. وقال أيضا: {وَإِذا رَأَيْتَ} تقديره: ما ثمّ، فحذفت «ما»، وقامت {ثَمَّ} مقام «ما»، ورد هذا الزمخشري، فقد قال: ومن قال معناه: ما ثمّ فقد أخطأ؛ لأن {ثَمَّ} صلة ل‍: «ما» ولا يجوز إسقاط الموصول وترك الصلة، وما قاله الزمخشري محجوج بقوله حسان -رضي الله عنه-في هجاء أبي سفيان-وهو الشاهد رقم [١٠٥٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» إعراب شواهد مغني اللبيب-: [الوافر]

أمن يهجو رسول الله منكم... ويمدحه وينصره سواء

التقدير: ومن يمدحه... إلخ. {ثَمَّ:} ظرف مكان بمعنى هنالك مبني على الفتح في محل نصب متعلق بالفعل {رَأَيْتَ،} أو هو متعلق بمحذوف صلة الموصول المحذوف، أو هو في محل نصب مفعول به حسبما رأيت في الشرح، وجملة: {رَأَيْتَ ثَمَّ} في محل جر بإضافة (إذا) إليها.

{رَأَيْتَ:} فعل، وفاعل. {نَعِيماً:} مفعول به. (ملكا): معطوف على ما قبله. {كَبِيراً:} صفة (ملكا)، وجملة: {رَأَيْتَ نَعِيماً..}. إلخ جواب (إذا)، لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله. هذا؛ وانظر حذف مفعول رأيت في سورة (التكاثر)، فإنه جيد والحمد لله.

{عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (٢١)}

الشرح: {عالِيَهُمْ:} يقرأ بسكون الياء، وتحريكها بالفتحة. انظر الإعراب، وهو بمعنى:

فوقه. {ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ} أي: ما يعلوهم من الثياب، وما يتجملون به، إنما هو من سندس، وهو ما رقّ من الحرير. {وَإِسْتَبْرَقٌ:} هو ما غلظ من الحرير، وقد يطلق على النوعين اسم:

الديباج. هذا؛ وقيل: السندس يكون مما يلي أبدانهم، والإستبرق، وهو ما فيه بريق ولمعان يكون فوق الأول، كما هو المعهود في لباس الدنيا: ثياب داخلية، وثياب فوقها. هذا؛ و {ثِيابُ} جمع: ثوب، أصله: ثواب، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، ومثله: صيام، وحياض... إلخ، وانظر ما ذكرته برقم [٧] من سورة (نوح) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. والإستبرق: مختلف فيه، هل هو عربي، مشتق أصله من البريق، أو هو معرب، أصله استبره؟ خلاف بين اللغويين.

<<  <  ج: ص:  >  >>