{عَلَيْهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة:{فَقالُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها. {سَلاماً:}
مفعول مطلق لفعل محذوف، انظر الشرح، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. هذا وجوز اعتبار {سَلاماً} مفعولا به ل: (قالوا)؛ لأنه يتضمن كلاما كثيرا، أو على معنى:(ذكروا سلاما){قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى {إِبْراهِيمَ} عليه السّلام. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، ونا: اسمها، وحذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {مِنْكُمْ:} متعلقان بما بعدهما.
{وَجِلُونَ:} خبر (إن) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية:{إِنّا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{قالُوا} أي: الملائكة. {لا تَوْجَلْ:} لا تخف، والوجل الخوف، وقرئ:
{(لا تَوْجَلْ)} بالبناء للمجهول، وقرئ: «(لا تاجل)»، و: «(لا تواجل)». {إِنّا نُبَشِّرُكَ:} هنا البشارة لإبراهيم. وفي (هود) كانت ل: «سارة»، انظر الآية رقم [٧١] منها. {بِغُلامٍ عَلِيمٍ:} هو إسحاق كما صرح بذلك في سورة (هود)، وعليم بالأحكام والشرائع، وينبغي أن تعلم: أن الله قال في بشارته بإسماعيل عليه السّلام {فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} الصافات الآية رقم [١٠١] منها ممّا يدل على أن الذبيح هو إسماعيل، وليس إسحاق كما يدعيه اليهود والنصارى. {قالَ} أي: إبراهيم.
{أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ:} استفهام تعجب من أن يولد له ولد مع مسه الكبر ومس امرأته وقد ذكر في سورة (هود) ذلك مفصلا. {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ:} فبأي: شيء تبشروني، فإن البشارة تكون عادة ممّا يتوقّع حصوله، ويرجى الوصول إليه. هذا؛ وقد قرئ الفعل:{تُبَشِّرُونَ} بفتح النون، وبكسرها مع التشديد أيضا والتخفيف، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
هذا و «غلام» يطلق على الصبي دون البلوغ، وجمعه: غلمان، وغلمة، وأغلمة، كما يطلق على العبد، والأجير اسم الغلام؛ وإن كانا كبيرين. هذا؛ وقد يقال للأنثى: غلامة، خذ قول الشاعر:[الطويل]
فلم أر عاما عوض أكثر هالكا... ووجه غلام يشترى وغلامه
(بم): كلمة مؤلفة من حرف واسم، فالحرف الباء الجارة، والاسم «ما» الاستفهامية، وقد حذفت ألفها كما تحذف مع كل جار، نحو قوله تعالى:{فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها}{عَمَّ يَتَساءَلُونَ}{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ} للفرق بين الموصولة والاستفهامية، ويقال: للفرق بين الخبر، والاستخبار.