في محل نصب مقول القول. وقيل: مستأنف. والأول: أقوى معنى، وقد رأيت في الآية رقم [٧١] من سورة (الكهف) أن الأخفش يعتبر حتى في مثل ذلك جارة ل: {إِذا،} انظر الكلام هناك.
الشرح:{وَيَزِيدُ اللهُ..}. إلخ: أي: ويثبت الله المؤمنين على الهدى، ويزيدهم في النصرة، وينزل من الآيات ما يكون سبب زيادة اليقين مجازاة لهم، هذا قول القرطبي، وغيره. وأرى أن المعنى من سلك طريق الهدى، والطاعة يزيده الله من فضله، وكرمه، وذلك بتقويته، وتنشيطه للطاعة، وشرح صدره للعبادة، وبالمقابل: من سلك طريق الشر، والضلال، والفسوق، والعصيان يزيده الله في ذلك، وذلك يكون به تخليه عنه، وطرده من رحمته، وتسليمه لشيطانه يتلاعب به تلاعب الصبيان بالكرة. اللهم تولني بعنايتك، ورعايتك، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، واحفظني في عقبي، وذريتي، إنك خير مسئول، وأكرم منعم، ومتفضل يا أرحم الراحمين! انظر الآية رقم [٨٣] الآتية.
{وَالْباقِياتُ الصّالِحاتُ..}. إلخ: انظر شرح هذا الكلام في الآية رقم [٤٦] من سورة (الكهف) ففيها بحث واف كاف ضاف، والمراد: هنا: العاقبة، والمرجع. وقيل: الفائدة، والنفع، وإنما كانت الباقيات الصالحات أعظم نفعا، وأجل فائدة؛ لأن ما متع به الكافرون من النعم الوفيرة، والجاه الرفيع في هذه الدنيا، إنما هو فان وزائل، ومآله الحسرة، والعذاب المقيم بخلاف ثواب الباقيات الصالحات، فإن ثوابها مدخر عند الله، ولا يطرأ عليه زوال، ولا نفاد في الآخرة، وأفعل التفضيل:{خَيْرٌ} إما لمجرد الزيادة، أو على طريقة قولهم: الصيف أحر من الشتاء؛ أي: أبلغ من حره منه في برده، أو أن اسم التفضيل ذكر على سبيل المشاكلة لكلامهم السابق في الآية رقم [٧٣]. هذا؛ وانظر إعلال {هُدىً} في الآية رقم [١٣] من سورة (الكهف).
الإعراب:{وَيَزِيدُ:} الواو: حرف عطف. (يزيد): مضارع. {اللهُ:} فاعله. {الَّذِينَ:}
مفعوله الأول. وانظر الآية رقم [٤١] من سورة (الإسراء). {اِهْتَدَوْا:} مثل: {رَأَوْا} في الآية السابقة، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {هُدىً:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والثابتة دليل عليها، وليست عينها، والجملة الفعلية:{وَيَزِيدُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، أو هي معطوفة على الجملة الشرطية المحكية بالقول، التقدير: قل: من كان في الضلالة... إلخ، وقل: يزيد الله
إلخ. انتهى. من السمين، والبيضاوي. هذا؛ وانظر باقي الإعراب في الآية رقم [٤٦] من سورة (الكهف)، ففيها الكفاية.