للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ والخشية: الخوف. وانظر الآية رقم [٨٠] من سورة (الكهف)، وانظر (التقوى) في الآية رقم [١] من سورة (الحج). هذا؛ وقرأ حفص (يتّقه) بسكون القاف على نية الجزم، قال الشاعر: [الوافر]

ومن يتّق فإن الله معه... ورزق الله مؤتاب وغادي

وكسرها الباقون؛ لأن جزمه بحذف حرف العلة من آخره على القاعدة في جزم المعتل.

وأسكن الهاء أبو عمر وأبو بكر، واختلس الكسرة يعقوب، وقالون، وأشبع كسرة الهاء الباقون، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يُطِعِ:} مضارع فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من). {اللهَ:} منصوب على التعظيم. {وَرَسُولَهُ:} معطوف عليه، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَيَخْشَ:} مضارع معطوف على فعل الشرط مجزوم مثله، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف، والفتحة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى (من) أيضا. {وَيَتَّقْهِ:} معطوف على ما قبله مجزوم مثله، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، ثم تلاها تسكين القاف للتخفيف، والهاء مفعول به، والفاعل يعود إلى (من) أيضا. {فَأُولئِكَ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط، وانظر مثل إعراب الجملة الاسمية: (أولئك...) إلخ في الآية رقم [٥٠] فهي مثلها بلا فارق، وهي في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، كما رأيت في الآية رقم [٣٣]. والجملة الاسمية: {وَمَنْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٥٣)}

الشرح: {وَأَقْسَمُوا:} حلفوا، وسمي الحلف قسما؛ لأنه يكون عند انقسام الناس إلى مصدق، ومكذب، وهو رباعي كما ترى، فهمزته تثبت في الماضي، والأمر، وتحذف في المضارع مع ضم حرف المضارعة كما تراه في الآية رقم [٦٣] في إعلال (يصيب). هذا؛ وأما «قسم» الثلاثي فإنه بمعنى: جزأ وفرق، فمضارعه بفتح حرف المضارعة، وهمزته في الأمر همزة وصل. {جَهْدَ أَيْمانِهِمْ} أي: غاية اجتهادهم فيها، و (الجهد) بفتح الجيم: المشقة، وبضمها الطاقة والقدرة، وقرئ بهما قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاّ جُهْدَهُمْ} الآية رقم [٧٩] من سورة (التوبة).

{لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ:} قال القرطبي رحمه الله تعالى: عاد القول إلى ذكر المنافقين، فإن الله لما بيّن كراهتهم لحكم النبي صلّى الله عليه وسلّم أتوه، فقالوا: والله لو أمرتنا أن نخرج من ديارنا، ونسائنا، وأموالنا؛

<<  <  ج: ص:  >  >>