للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلق بالفعل قبله، (وها): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {وَبَيْنَ:} الواو: حرف عطف.

(بين): معطوف على ما قبله، وهو مضاف، و {حَمِيمٍ} مضاف إليه. {آنٍ:} صفة {حَمِيمٍ} مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين. {فَبِأَيِّ آلاءِ..}.

إلخ: انظر إعرابها في الاية رقم [١٣].

{وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٧) ذَواتا أَفْنانٍ (٤٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٩)}

الشرح: {وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} يعني: جنة عدن، وجنة النعيم. وقيل: جنة بخوفه ربه، وجنة بتركه شهوته. وقيل: إن الجنتين جنته التي خلقت له وجنة يرثها من الكافر. وقيل: إحدى الجنتين منزله، والأخرى منزل أزواجه، كما يفعله رؤساء الدنيا. وقيل: إحدى الجنتين مسكنه، والأخرى بستانه. وقال الزمخشري، وتبعه البيضاوي، والنسفي: جنة للخائف الإنسي، وجنة للخائف الجني، فإن الخطاب للفريقين، والمعنى لكل خائفين منكما، أو لكل واحد جنة لعقيدته، وأخرى لعمله. أو جنة لفعل الطاعات، وأخرى لترك المعاصي. أو جنة يثاب بها، والأخرى يتفضل بها عليه. أو روحانية، وجسمانية، وكذا ما جاء مثنى بعد.

هذا؛ وجاء في أسباب النزول للسيوطي عن عطاء: أن أبا بكر-رضي الله عنه-ذكر ذات يوم القيامة، والموازين، والجنة، والنار، فقال: وددت أني كنت خضراء من هذه الخضر، تأتي عليّ بهيمة، وتأكلني، وأني لم أخلق، فنزلت: {وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ}.

{ذَواتا أَفْنانٍ} أي: أغصان، واحدها: فنن، وهو الغصن المستقيم طولا. قال النابغة: [الوافر] بكاء حمامة تدعو هديلا... مفجّعة على فنن تغنّي

وقال شاعر آخر: [البسيط] ما هاج شوقك من هديل حمامة... تدعو على فنن الغصون حماما

تدعو أبا فرخين صادف طائرا... ذا مخلبين من الصّقور قطاما

وقال آخر يصف طائرين: [البسيط] باتا على غصن بان في ذرى فنن... يردّدان لحونا ذات ألوان

وخص الأفنان بالذكر؛ لأنها هي التي تورق وتثمر، ومنها تمتد الظلال، ومنها تجتنى الثمار.

والفنن: جمعه أفنان، ثم أفانين. وقيل: المعنى: ذواتا ظلال، وهو ظل الأغصان على الحيطان. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: ذواتا ألوان، يعني: ألوان الفاكهة؛ أي: له فيهما ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين. قال الشاعر: [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>