للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجملة الاسمية: {هُوَ الَّذِي..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. (لمّا): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول: وجوب لوجوب. وهي ظرف بمعنى «حين» عند ابن السراج، والفارسي، وابن جني، وجماعة، تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني. {تَغَشّاها:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى: {نَفْسٍ،} وذكر كسابقه، و (ها): مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها على القول بحرفية (لمّا) لأنها حينئذ ابتدائية، وهي في محل جر بإضافة (لمّا) إليها على القول بظرفيتها، وعلى اعتبارها متعلقة بالجواب. {حَمَلَتْ:} ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل يعود إلى حوّاء المعبر عنها ب‍ {زَوْجَها}. {حَمْلاً:} مفعول مطلق إن أريد به المصدر، ومفعول به إن أريد به الولد الذي في بطنها. {خَفِيفاً:} صفته، والجملة الفعلية: {حَمَلَتْ..}. إلخ جواب (لما) لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له وجملة: {فَمَرَّتْ بِهِ} معطوفة على جواب (لمّا) لا محل لها مثله. {فَلَمّا أَثْقَلَتْ} هو مثل سابقه في إعرابه. {دَعَوَا:} ماض، وألف الاثنين فاعله. {اللهَ:} منصوب على التعظيم. {رَبَّهُما:} بدل من لفظ الجلالة بدل كل من كل، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، ومتعلق الدعاء محذوف لدلالة الجملة القسمية عليه، أي: دعوا الله في أن يرزقهما ولدا صالحا. وجملة: {دَعَوَا..}. إلخ جواب (لمّا) ... إلخ، و (لمّا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله لا محل له مثله. {لَئِنْ:}

اللام: موطئة لقسم محذوف، (إن): حرف شرط جازم. {آتَيْتَنا:} ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، و (نا): مفعول به أول. {صالِحاً:} صفة للمفعول الثاني المحذوف، أي ولدا صالحا، وجملة: {آتَيْتَنا صالِحاً} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي. {لَنَكُونَنَّ:} مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، التي هي حرف لا محل له، واللام واقعة في جواب القسم المحذوف، واسم الفعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «نحن». {مِنَ الشّاكِرِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر (نكون)، والجملة الفعلية:

{لَنَكُونَنَّ..}. إلخ جواب القسم المحذوف، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه.

وانظر الآية رقم [٩٠] تجد ما يسرك. والقسم وجوابه فيه وجهان: أظهرهما: أنه مفسر لجملة الدعاء، كأنه قيل: فما كان دعاؤهما؟ فقيل: كان كذا، وكذا. والثاني: أنه معمول لقول مضمر، تقديره: فقالا: لئن... إلخ. انتهى. جمل نقلا عن السمين.

{فَلَمّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللهُ عَمّا يُشْرِكُونَ (١٩٠)}

الشرح: فلما رزق الله آدم وحواء ولدا بشرا سويّا؛ جعلا له شركاء فيما أعطاهما من الولد الصالح. هذا؛ ويقرأ: «(شركا)» بكسر الشين، وكلاهما بمعنى الشريك، والمراد به: إبليس اللعين

<<  <  ج: ص:  >  >>