للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {نَحْنُ:} مبتدأ. {نُحْيِي:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إنّ). هذا؛ ويجوز اعتبار الضمير فصلا، أو توكيدا لاسم (إنّ) على المحل، فتكون الجملة الفعلية في محل رفع خبر: (إنّ). {وَنُمِيتُ:} معطوف على ما قبله، وفاعله مستتر أيضا. {وَإِلَيْنَا:} الواو: حرف عطف. (إلينا): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْمَصِيرُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ له مثلها.

{يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ (٤٤)}

الشرح: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ:} أصله: تتشقق الأرض، فحذفت إحدى التاءين. {عَنْهُمْ:}

عن الناس جميعا، والضمير عائد إلى غير مذكور. {سِراعاً:} مسرعين إلى المنادي، وهو صاحب الصور المذكور فيما سبق، وذلك: أن الله تعالى ينزل مطرا من السماء بعد النفخة الأولى، ينبت به أجساد الخلائق في قبورها، كما ينبت الحب في الثرى بالماء، فإذا تكاملت الأجساد أمر الله تعالى إسرافيل عليه السّلام، فينفخ في الصور النفخة الثانية، فإذا نفخ فيه؛ خرجت الأرواح تتوهج بين السماء والأرض، فيقول الله عزّ وجل: وعزّتي وجلالي لترجعن كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره! فترجع كل روح إلى جسدها، فتدب فيه كما يدب السم في اللديغ، وتنشق الأرض عنهم، فيقومون إلى موقف الحساب سراعا مبادرين إلى الله عزّ وجل، كما قال تعالى في سورة القمر: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ}.

{ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ} أي: هيّن سهل، كما قال تعالى في سورة (القمر) الاية رقم [٥٠]:

{وَما أَمْرُنا إِلاّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} وقال جلّ ذكره: «أنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض». هذا؛ ومثل الاية في معناها ومغزاها قوله جلّ ذكره في سورة (المعارج) رقم [٤٣]: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ}.

فعن عائشة-رضي الله عنها-قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «يحشر النّاس حفاة عراة غرلا». قالت عائشة، فقلت: الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال: «الأمر أشدّ من أن يهمّهم ذلك». وفي رواية: «من أن ينظر بعضهم إلى بعض». رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما. وتقديم الجار والمجرور يدلّ على الاختصاص؛ أي: لا يتيسر مثل ذلك الأمر العظيم؛ إلا على القادر الذي لا يشغله شأن عن شأن.

الإعراب: {يَوْمَ:} بدل من: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ،} وما بينهما اعتراض، وأجيز تعليقه ب‍: {الْمَصِيرُ} وقيل: متعلق ب‍: {الْخُرُوجِ}. وقيل: متعلق ب‍: «يخرجون» محذوفا مقدرا، وجملة: {تَشَقَّقُ}

<<  <  ج: ص:  >  >>