قبلهما، و {مَنْ:} بيان لما أبهم في: {ما،} والجملة الاسمية: (عليهن {نِصْفُ..}.) إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور... إلخ، و (إن) ومدخولها كلام لا محلّ له؛ لأنّه جواب (إذا)، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محلّ له.
{ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محلّ له. {لِمَنْ:} جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر المبتدأ. {خَشِيَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى ({مَنْ}) وهو العائد. {الْعَنَتَ:} مفعول به، والجملة الفعلية صلة (من) أو صفتها. {مِنْكُمْ} جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الفاعل المستتر، و {مَنْ} بيان لما أبهم في: {ما،} والجملة الاسمية: {ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها.
{وَأَنْ:} الواو: واو الحال. ({أَنْ}): حرف مصدري، ونصب. {تَصْبِرُوا:} فعل مضارع منصوب ب (أن) وعلامة نصبه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمصدر المؤوّل منهما في محلّ رفع مبتدأ. {خَيْرٌ:} خبره، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الكاف المجرورة ب ({مَنْ})، والرّابط: الواو، والضمير. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلّقان ب {خَيْرٌ،} والجملة الاسمية: {وَاللهُ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها. تأمّل، وتدبّر، وربّك أعلم، وأجلّ، وأكرم.
الشرح:{يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ} أي: يريد الله إنزال هذه الآيات من أجل أن يبيّن لكم دينكم، ويوضّح لكم شرعكم، ومصالح أموركم. وقيل: يبيّن لكم ما يقرّبكم منه، وما يحل لكم، وما يحرم عليكم، وذلك يدلّ على امتناع خلوّ واقعة عن حكم الله تعالى، كما قال تعالى في سورة (الأنعام): {ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ}. {وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} أي:
يرشدكم إلى شرائع من قبلكم في تحريم الأمّهات، والبنات، والأخوات، فإنّها كانت محرّمة على من قبلكم. وقيل: يرشدكم إلى ما لكم فيه مصلحة، كما بينه لمن كان قبلكم. وقيل:
يهديكم مناهج من كان قبلكم من الأنبياء، والصّالحين، والطّرق التي سلكوها في دينهم؛ لتقتدوا بهم. {وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ:} ويوفقكم للتّوبة عمّا كنتم عليه من مخالفة أوامر الله. {وَاللهُ عَلِيمٌ:}
بمصالح عباده فيما يهمّهم في أمر دينهم، ودنياهم. {حَكِيمٌ:} فيما شرع لهم.
هذا؛ والإرادة: نزوع النّفس، وميلها إلى الفعل، بحيث يحملها عليه، ويقال للقوّة التي هي مبدأ النّزوع، والأوّل مع الفعل، والثّاني قبله، وكلا المعنيين غير متصوّر اتصاف الباري تعالى