للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المحل بالحركة المناسبة، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {بَلْ:} حرف عطف، وانتقال. {لَمّا:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَذُوقُوا:} فعل مضارع مجزوم ب‍: {لَمّا،} وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {عَذابِ:} مفعول به منصوب. وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة. والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهّابِ (٩)}

الشرح: المعنى: بل أعندهم خزائن رحمة الله، وفي تصرفهم حتى يصيبوا بها من شاؤوا، ويصرفوها عمن شاؤوا، فيتخيروا للنبوة من شاؤوا من صناديدهم، وزعمائهم؟! لا شيء لهم من ذلك، فالله هو المتصرف في ملكه، الفعال لما يشاء، ينزل الروح من أمره على من يشاء من عباده، لا مانع لما شاء، ولما يشاء، فهو الغالب على أمره، لا يغلب، وهو الوهاب الذي له أن يهب ما يشاء لمن يشاء، وهو العلي القدير، الفعال لما يريده. ثم رشح ذلك بقوله الآتي.

الإعراب: {أَمْ:} حرف عطف. {عِنْدَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {خَزائِنُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {رَحْمَةِ} مضاف إليه، و {رَحْمَةِ} مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {الْعَزِيزِ:} بدل من:

{رَبِّكَ،} أو صفة له. {الْوَهّابِ:} بدل ثان، أو صفة ثانية، والجملة الاسمية: {عِنْدَهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠)}

الشرح: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ..}. إلخ: قال البيضاوي: كأنه لما أنكر عليهم التصرف في نبوته بأن ليس عندهم خزائن رحمته؛ التي لا نهاية لها؛ أردف ذلك بأنه ليس لهم مدخل في أمر هذا العالم الجسماني، الذي هو جزء يسير من خزائنه، فمن أين لهم أن يتصرفوا فيها؟ انتهى. ومن أين لهم حتى يتكلموا في الأمور الربانية، والتدابير الإلهية التي يختص بها رب العزة والكبرياء؟ انتهى. كشاف، وانظر شرح: {وَما بَيْنَهُما} في الآية رقم [٤] من سورة (السجدة).

{فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ} أي: إن كان لهم شيء من ذلك؛ فليصعدوا في المراقي؛ التي توصلهم إلى السماء، وليدبروا شؤون هذا الكون! وهو تهكم بهم، واستهزاء. قال الزمخشري:

تهكم بهم غاية التهكم، فقال: إن كانوا يصلحون لتدبير الخلائق، والتصرف في قسمة الرحمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>