أعده لهم من النعيم المقيم في جنات النعيم. هذا؛ والكافور أيضا: وعاء طلع النخل، وكذلك الكفرّى. قاله الأصمعي. وأما قول الراعي:[البسيط]
تكسو المفارق واللّبّات ذا أرج... من قصب معتلف الكافور درّاج
فإن الظبي الذي يكون منه المسك، إنما يرعى سنبل الطيب، فجعله كافورا.
الإعراب:{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الْأَبْرارَ:} اسمها. {يَشْرَبُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ). {مِنْ كَأْسٍ:} متعلقان بمحذوف صفة لمفعول محذوف، التقدير: يشربون ماء كائنا من كأس. وقيل:{مِنْ} صلة، و {كَأْسٍ} مفعول به. {كانَ:} فعل ماض ناقص.
{مِزاجُها:} اسم {كانَ،} و (ها): في محل جر بالإضافة. {كافُوراً:} خبرها، والجملة الفعلية في محل جر صفة:{كَأْسٍ}.
الشرح:{عَيْناً يَشْرَبُ بِها} أي: منها. قال أبو ذؤيب الهذلي يصف السحاب على اعتقاد العرب، ومثلهم العصريون في هذا الزمن من أن الغيوم تدنو من البحر في أماكن مخصوصة، فتمتد منها خراطيم عظيمة كخراطيم الفيلة، فتشرب بها من مائه، فيسمع لها عند ذلك صوت مزعج، ثم تصعد إلى الجو، وترتفع، فيلطف ذلك الماء، ويعذب بإذن الله تعالى في زمن صعودها، ثم تمطره حيث شاء الله، -وهو الشاهد رقم [١٥٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الطويل]
شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت... متى لجج خضر لهنّ نئيج
{عِبادُ اللهِ:} أولياء الله، والإضافة إضافة تشريف، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٩] من سورة (الجن). {يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً} أي: يقودونها إلى حيث شاؤوا من منازلهم وقصورهم تفجيرا سهلا لا يمتنع عليهم. قيل: إن الرجل ليمشي في بيوتاته، ويصعد إلى قصوره، وبيده قضيب يشير به إلى الماء، فيجري معه حيثما دار في منازله على مستوى الأرض في غير أخدود، ويتبعه حيثما صعد إلى أعلى قصوره. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
هذا؛ و (العين) تطلق على الماء الجاري، أو النابع من الأرض، وجمعها في القلة: أعين، وفي الكثرة: عيون. قال تعالى في سورة (الذاريات)، وغيرها:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ} وتجمع أيضا في الكثرة على: أعيان، وهذا غير مشهور، وقليل الاستعمال. كما تطلق (العين) على العين الباصرة، وهو أشهر، وأكثر ما تستعمل في ذلك، كما تطلق على الجاسوس، كما في قولك: بث الأمير عيونه في المدينة؛ أي: جواسيسه، كما تطلق على ذات الشخص، كما في