للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ننجينه): فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، التي هي حرف لا محل له، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «نحن»، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية جواب القسم، لا محل لها. {وَأَهْلَهُ:} الواو: حرف عطف. (أهله): معطوف على الضمير المنصوب، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {إِلاَّ:} أداة استثناء.

{اِمْرَأَتَهُ:} مستثنى ب‍: {إِلاَّ،} والهاء في محل جر بالإضافة أيضا. والكلام: {نَحْنُ أَعْلَمُ..}.

إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {كانَتْ:}

فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، واسمها ضمير مستتر تقديره: «هي» يعود إلى: {اِمْرَأَتَهُ}. {مِنَ الْغابِرِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {كانَتْ،} والجملة الفعلية: {كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ:} مستأنفة وقعت جوابا عن سؤال مقدر نشأ من استئنافها. كأنه قيل: فماذا كان حالها؟ فقيل: كانت من الغابرين. انتهى. جمل من سورة (الأعراف). هذا؛ وأرى جواز اعتبارها حالا من {اِمْرَأَتَهُ} وهي على تقدير «قد» قبلها، والرابط: الضمير فقط.

تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَلَمّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٣)}

الشرح: {وَلَمّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ:} ساءه مجيئهم، واغتم بسببهم، مخافة أن يقصدهم قومه بسوء، و {أَنْ} صلة أكدت وجود فعلين متجاورين، مرتبا أحدهما على الآخر كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمان، كأنه قيل: لما أحس بمجيئهم فاجأته المساءة من غير ريث خيفة عليهم من قومه أن يتناولوهم بالفجور. انتهى. نسفي بتصرف.

هذا؛ وزيدت {أَنْ} بعد (لما) في الآية رقم [١٩] من سورة (القصص)، وفي الآية رقم [٩٦] من سورة (يوسف)، ولم تزد في الآية رقم [٧٧] من سورة (هود) لعدم السبب المذكور، وإنما ساءه مجيئهم؛ لأنهم كانوا في صورة غلمان مرد، حسان الوجوه، فظن: أنهم أناس، فخاف أن يقصدهم قومه، فيعجز عن مدافعتهم؛ لأن قوم لوط كانوا مولعين بالفاحشة، وهي إتيان الذكور في أدبارهم. هذا؛ والفعل: {سِيءَ} من: ساء، يسوء يكون لازما، ويكون متعديا، كما في قولك: ساءني فلان، وكما هنا، وهذا غير «ساء» المستعمل في الذم.

{وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً} أي: ضاق بشأنهم، وتدبير أمرهم ذرعه؛ أي: طاقته، وقد جعلت العرب ضيق الذراع، والذرع عبارة عن فقد الطاقة، كما قالوا: رحب الذراع بكذا؛ إذا كان مطيقا له، والأصل فيه: أن الرجل إذا طالت ذراعه نال ما لا يناله القصير، فضرب ذلك مثلا في العجز، والقدرة. انتهى. كشاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>