للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهي تنهى المسلمين عن مجالسة المشركين، وأما آية (النساء) رقم [١٤٠] فهي مدنية تنهى المسلمين عن مجالسة اليهود، والمنافقين، انظرها هناك. {وَإِمّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ:} بوسوسته النهي عمّا أمرت به من ترك مجالسة الخائضين بعد تذكرك له، فلا تقعد بعد ذلك معهم. هذا؛ ويقرأ الفعل بتشديد النون، وتخفيفها، وبتشديد السين، وتخفيفها. وانظر «النسيان» في الآية رقم [٥/ ١٤]. {الشَّيْطانُ:}

انظر الاستعاذة. {مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ} أي: معهم، فوضع الظاهر موضع المضمر دلالة على أنهم ظلموا بوضع التكذيب، والاستهزاء موضع التصديق، والاستعظام، وانظر شرح {الْقَوْمِ} في الآية رقم [٥/ ٢٢] والظالمين في الآية رقم [١٤٤] وانظر شرح: (غير) في سورة (الفاتحة).

الإعراب: {وَإِذا:} انظر الآية رقم [٢٥]. {رَأَيْتَ:} فعل وفاعل، وانظر إعراب: {حَلَلْتُمْ} في الآية رقم [٥/ ٢]. {الَّذِينَ:} مفعول به، والجملة الفعلية: {يَخُوضُونَ فِي آياتِنا:} صلة الموصول لا محل لها، وجملة: {رَأَيْتَ..}. إلخ في محل جر بإضافة إذا إليها على القول المشهور المرجوح، وجملة: (أعرض عنهم): جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

{يَخُوضُوا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد {حَتّى،} وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر محل جر ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {فِي حَدِيثٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما.

{غَيْرِهِ:} صفة: {حَدِيثٍ،} والهاء في محل جر بالإضافة. (إما) هذه: (إن) الشرطية مدغمة في (ما) الزائدة. {يُنْسِيَنَّكَ:} مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، أو الخفيفة على القراءتين في محل جزم فعل الشرط، والكاف مفعول به. {الشَّيْطانُ:} فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَلا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لا) ناهية. {تَقْعُدْ:} مضارع مجزوم ب‍: (لا) الناهية، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول لا محل لها.

{بَعْدَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. و {بَعْدَ:} مضاف، و {الذِّكْرى:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {مَعَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، أو هو متعلق بمحذوف حال من الفاعل المستتر، و {مَعَ:} مضاف، و {الْقَوْمِ:} مضاف إليه. {الظّالِمِينَ:} صفة {الْقَوْمِ} مجرور مثله... إلخ. والجملة الشرطية مستأنفة لا محل لها.

{وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٦٩)}

الشرح: {وَما عَلَى الَّذِينَ..}. إلخ: أي: ليس حساب المشركين الذين يخوضون في آيات الله على المتقين، ولا يسألون عن شيء من أعمالهم القبيحة، وإن جالسوهم، وحادثوهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>