نوح، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها. {مِنْ قَبْلُ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وبني {قَبْلُ} على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى، وجملة:{فَاسْتَجَبْنا..}. معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {فَنَجَّيْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. {وَأَهْلَهُ:} معطوف على الضمير المنصوب، والهاء في محل جر بالإضافة. {مِنَ الْكَرْبِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {الْعَظِيمِ:} صفة الكرب.
الشرح:{وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ..}. إلخ: أي: جعلناه منتصرا عليهم، وهو أولى من تفسيره ب: منعناه منهم. {إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ} أي: قوم شر، وإفساد، وانظر الآية رقم [٧٤].
{فَأَغْرَقْناهُمْ} أي: بالطوفان. {أَجْمَعِينَ:} صغيرهم، وكبيرهم، ذكرهم، وأنثاهم، ولم يبق منهم إلا الذين آمنوا، وركبوا معه في السفينة، وهم بضع وثمانون ما بين رجل وامرأة، وإنما أهلكهم الله بالغرق جميعا لتكذيبهم الحق، وانهماكهم في الشر، ولم يجتمعا في قوم إلا أهلكهم الله.
هذا؛ وقوم: اسم جمع لا واحد له من لفظه، مثل: رهط، ومعشر، وهو يطلق على الرجال دون النساء بدليل قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ} قال زهير بن أبي سلمى المزني: [الوافر]
وما أدري وسوف إخال أدري... أقوم آل حصن أم نساء؟
وربما دخل فيه النساء على سبيل التبع للرجال، كما في إرسال الرسل لأقوامهم؛ إذ إن كل لفظ (قوم) في القرآن الكريم، إنما يراد به الرجال، والنساء جميعا، و (قوم) يذكر، ويؤنث، قال تعالى:{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} فالتذكير باعتبار اللفظ، والتأنيث باعتبار المعنى.
الإعراب:{وَنَصَرْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به. {مِنَ الْقَوْمِ:} متعلقان بالفعل قبلهما والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة {الْقَوْمِ،} وجملة: {كَذَّبُوا بِآياتِنا} صلة الموصول لا محل لها، والعائد واو الجماعة. {إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٧٤]، والجملة الاسمية هنا معترضة بين الجملتين المتعاطفتين. {فَأَغْرَقْناهُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به.
والجملة الفعلية معطوفة على جملة (نصرناه...) إلخ لا محل لها مثلها. {أَجْمَعِينَ:} توكيد للضمير المنصوب... إلخ.