للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نيابة عن الكسرة؛ لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {وَمَلائِهِ:} معطوف على:

{فِرْعَوْنَ،} والهاء في محل جر بالإضافة. فقال: الفاء: حرف عطف. (قال): فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {مُوسى}. {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {رَسُولُ:}

خبرها، وهو مضاف، و {رَبِّ} مضاف إليه، و {رَبِّ} مضاف، و {الْعالَمِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: (قال...) إلخ معطوفة على جواب القسم، لا محل لها مثلها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له.

{فَلَمّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ (٤٧)}

الشرح: {فَلَمّا جاءَهُمْ} أي: موسى. {بِآياتِنا} أي: المعجزات؛ التي ذكرتها في الآية السابقة. {إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ:} يستهزئون، ويسخرون، يوهمون أتباعهم: أن تلك الآيات سحر، وتخييل، وأنهم قادرون على مقاومتها، ودحضها، وذلك بدعوة السحرة، كما رأيت في سورة (الأعراف) وسورة (طه) و (الشعراء).

الإعراب: {فَلَمّا:} الفاء: حرف استئناف. (لما): انظر الآية رقم [٣٠]. {جاءَهُمْ:} فعل ماض، والهاء مفعول به، والفاعل يعود إلى: {مُوسى،} والجملة الفعلية لا محلّ لها على اعتبار (لما) حرفا، وفي محل جر بإضافة (لما) إليها على اعتبارها ظرفا. {بِآياتِنا:} متعلقان بما قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة. {إِذا:} كلمة دالة على المفاجأة سادة مسد جواب (لما) هنا، وهي تختص بالدخول على الجمل، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في الابتداء، ومعناها الحال لا الاستقبال، نحو: خرجت فإذا الأسد بالباب. وهي حرف عند الأخفش، وابن مالك، ويرجحه: (خرجت فإذا إن زيدا بالباب) لأنّ «إنّ» لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، وظرف مكان عند المبرد وابن عصفور، وظرف زمان عند الزجاج والزمخشري، وزعم هذا الأخير: أنّ عاملها فعل مشتق من لفظ المفاجأة، ولا يعرف هذا لغير الزمخشري، وإنما ناصبها عندهم الخبر المذكور في نحو: (خرجت فإذا زيد جالس)، أو المقدر في نحو: فإذا الأسد؛ أي: حاضر، وإذا قدرت أنها الخبر؛ فعاملها: مستقر، أو استقر، ولم يقع الخبر في القرآن معها إلاّ مصرحا به. انتهى. ملخصا من المغني.

قال الزمخشري: فإن قلت: كيف جاز أن يجاب (لمّا) بإذا الفجائية؟ قلت: لأنّ فعل المفاجأة معها مقدر، وهو عامل النصب في محلها، كأنه قيل: فلما جاءهم بآياتنا، فاجؤوا وقت ضحكهم. {جاءَهُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، {مِنْها:} جار ومجرور

<<  <  ج: ص:  >  >>