للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْواحِدِ الْقَهّارِ رقم [٤٨] من سورة (إبراهيم) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام انتهى. مختصر ابن كثير.

بعد هذا، فإن الكافر يقول كما حكى الله قوله: {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا} سورة (يس) رقم [٥٢]. وأما المؤمن فإنه يقول كما حكى الله قوله: {هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} رقم [٥٢] من سورة (يس) والله أعلم بمراده، ولا تنس: أن التعبير بالماضي عن المستقبل إنما هو لتحقق الوقوع.

الإعراب: {إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك مبني على السكون في محل نصب. {زُلْزِلَتِ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، {الْأَرْضُ:} نائب فاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على المشهور المرجوح. {زِلْزالَها:} مفعول مطلق، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله، وحسن إضافة المصدر للضمير؛ لتتفق رؤوس الآي على لفظ واحد. {وَأَخْرَجَتِ:}

الواو: حرف عطف. (أخرجت): فعل ماض، والتاء للتأنيث. {الْأَرْضُ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {أَثْقالَها:} مفعول به، و (ها) في محل جر بالإضافة. {وَقالَ الْإِنْسانُ:} ماض، وفاعله. {ما:} اسم استفهام، وتعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لَها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر أيضا.

{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥)}

الشرح: {يَوْمَئِذٍ} أي: يوم تخرج الأرض أثقالها. {تُحَدِّثُ أَخْبارَها} أي: إن الأرض تحدث؛ أي: تشهد بكل ما عمل العبد على ظهرها من خير، أو شر، فتشكو العاصي، وتشهد عليه، وتشكر الطائع، وتشهد له. فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-؛ قال: قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها} قال: «أتدرون ما أخبارها؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:

«فإنّ أخبارها أن تشهد على كلّ عبد، أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول: عمل كذا، وكذا».

رواه أحمد، والترمذي، وصححه. وكذا الحاكم، وغيره.

وعن ربيعة الجرشي-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «استقيموا؛ ونعمّا إن استقمتم، وحافظوا على الوضوء، فإنّ خير أعمالكم الصلاة، وتحفّظوا من الأرض، فإنها أمّكم، وإنه ليس أحد عامل عليها خيرا، أو شرا إلاّ وهي مخبرة به». رواه الطبراني في الكبير.

{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها:} أمرها بالكلام، وأذن لها أن تخبر بما عمل عليها. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: {أَوْحى لَها} قيل: إن الله تعالى يخلق في الأرض الحياة، والعقل، والنطق؛ حتى تخبر بما أمر الله به. وهذا مذهب أهل السنة، انتهى. خازن.

<<  <  ج: ص:  >  >>