ألزمكم ويلا، وأجاز الزجاج أن يكون نداء، كقوله تعالى:{قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا} والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لا تَفْتَرُوا:}
مضارع مجزوم ب:{لا} الناهية، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق. {عَلَى اللهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {كَذِباً:} مفعول به. {فَيُسْحِتَكُمْ:} مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد الفاء السببية، والفاعل يعود إلى (الله)، والكاف مفعول به، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير: لا يكن منكم افتراء على الله فإسحات، أو فسحت لكم. {بِعَذابٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {وَقَدْ:} الواو: واو الحال. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {خابَ:}
ماض. {مَنِ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع فاعل.
{اِفْتَرى:} ماض، وفاعله يعود إلى {مَنِ} وهو العائد، أو الرابط، والجملة الفعلية صلة {مَنِ} أو صفتها، وجملة: {(قَدْ خابَ...)} إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط الواو فقط، والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} أي: تناظروا، وتشاوروا يعني: السحرة في أمر موسى عليه السّلام سرا من فرعون. وقالوا: إن غلبنا موسى؛ اتبعناه. وقيل قالوا: إن كان ما يفعله سحرا؛ فسنغلبه، وإن كان من عند الله؛ فسيكون له أمر، وهذا هو الذي أسروه. هذا؛ و {النَّجْوى} حديث السر بين اثنين، أو أكثر. قال تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى}. وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:«إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناج اثنان دون الثالث، فإنّ ذلك يحزنه». هذا؛ وقد قيل: إن النجوى القوم الذين يتناجون، وبه قيل في قوله تعالى:{وَإِذْ هُمْ نَجْوى} الآية رقم [٤٧] من سورة (الإسراء). هذا؛ وقيل: إن الضمير يعود لفرعون، وقومه.
هذا؛ وقيل: إن أسرّوا يحتمل أن يكون بمعنى أظهروا، وأخفوا، فهو من الأضداد كما قيل به في قول امرئ القيس:[الطويل]
تجاوزت أحراسا عليها ومعشرا... عليّ حراصا لو يسرّون مقتلي
وبه قيل في الآية رقم [٣] من سورة (الأنبياء). وأيضا قيل في قوله تعالى:{وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ} الآية رقم [٥٤] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.