للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {يا قَوْمِ:} منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة... إلخ، وانظر رقم [٢٠] من سورة (يس). {اِعْمَلُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق.

{عَلى مَكانَتِكُمْ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة. التقدير: اعملوا حال كونكم موصوفين بغاية المكنة والقدرة، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية مع الجملة الندائية قبلها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، والجملة الاسمية: {إِنِّي عامِلٌ} تعليل للأمر، وهي من مقول القول. {فَسَوْفَ:} الفاء: حرف تعليل، أو استئناف. (سوف): حرف تسويف، واستقبال. {تَعْلَمُونَ:} مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية تعليل، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين، ولكنها تعود في محل نصب مقول القول.

{مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٤٠)}

الشرح: {مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ:} يذله، ويدينه، والمراد به: عذاب الدنيا، وذلك بالجوع، والسيف، وقد عذبهم الله، وأخزاهم يوم بدر. {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ} أي: دائم مستمر، لا محيد له عنه، وذلك يوم القيامة، أعاذنا الله منه. هذا؛ والفعل (يخزيه) من الإخزاء، وهو الإذلال، قال ذو الإصبع العدواني شاعر جاهلي: [البسيط]

لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب... عنّي ولا أنت ديّاني فتخزوني

وهذا هو الشاهد رقم (٢٦٠) من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، ومنه قول حسان بن ثابت -رضي الله عنه-يخاطب به من شج وجه النبي صلّى الله عليه وسلّم في غزوة أحد: [الطويل]

فأخزاك ربّي يا عتيب بن مالك... ولقّاك قبل الموت إحدى الصّواعق

مددت يمينا للنّبيّ تعمّدا... ودمّيت فاه قطّعت بالبوارق

وهو على هذا من الرباعي من: أخزى؛ يخزي، وهو من الثلاثي: خزي، يخزى خزاية بمعنى: استحيا، وخجل، قال نهشل بن حريّ الدارميّ من قصيدة يرثي بها أخاه مالكا، وكان قد قتل بصفين مع الإمام علي، كرم الله وجهه: [الطويل]

أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد... كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه

وهذا هو الشاهد رقم [٣٢٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب». وقال ذو الرمة: [البسيط]

خزاية أدركته بعد جولته... من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب

<<  <  ج: ص:  >  >>