للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل:

{تَعْلَمُونَ،} وتحتمل أن تكون استفهامية مبتدأ. التقدير: أينا يأتيه العذاب. {يَأْتِيهِ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء في محل نصب مفعول به.

{عَذابٌ:} فاعله، والجملة الفعلية صلة (من) على اعتبارها موصولة، وفي محل رفع خبرها على اعتبارها استفهامية مبتدأ. وعليه يكون الفعل: {تَعْلَمُونَ} معلقا عن العمل. والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعوله، إن كان من المعرفة، أو سدت سد مفعوليه إن كان من العلم، واعتباره من المعرفة هنا أولى. تأمل. وجملة: {يُخْزِيهِ} في محل رفع صفة:

{عَذابٌ،} {وَيَحِلُّ:} فعل مضارع. {عَلَيْهِ:} متعلقان به. {عَذابٌ:} فاعل. {مُقِيمٌ:} صفة:

{عَذابٌ،} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. هذا؛ والآية الكريمة مذكورة بحروفها في سورة (هود) برقم [٣٩]. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{إِنّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اِهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٤١)}

الشرح: {إِنّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ:} القرآن. {لِلنّاسِ:} لأجلهم، ولأجل حاجاتهم، فإنه مناط مصالحهم في معاشهم، ومعادهم، ولينذروا، وليبشروا، فتقوى دواعيهم إلى اختيار الطاعة على المعصية. {بِالْحَقِّ} أي: ملتبسا {بِالْحَقِّ} الواضح، الذي لا خفاء فيه. {فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ} أي: فمن اهتدى بالإيمان به، والعمل بما فيه من الشرائع، والأحكام، فنفع اهتدائه عائد إليه لا إلى غيره. {وَمَنْ ضَلَّ} أي: عن طريق الإيمان، وأخطأ طريق الهدى؛ {فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها} أي: إنما يرجع وبال ذلك على نفسه، لا على غيره. {وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} أي: بحفيظ تحفظ أعمالهم، وليس أمرهم موكولا إليك، وإنما أنت رسول بشير ونذير، وقد أعذرت حين أنذرت، فهو كقوله تعالى: {إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ}. {فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ}.

وانظر (نا) في الآية رقم [٣٤] من سورة (يس).

هذا؛ وقال الجمل نقلا عن الخطيب: أي: لست مأمورا بأن تحملهم على الإيمان على سبيل القهر، بل القبول وعدمه مفوض إليهم. وذلك تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو لأن الهداية والضلال من العبد لا يحصلان إلا من الله تعالى؛ لأن الهداية تشبه الحياة، واليقظة والضلال يشبهان الموت، والنوم، فكما أن الحياة، واليقظة لا يحصلان إلا بخلق الله تعالى، كذلك الضلال، لا يحصل إلا من الله تعالى، ومن عرف هذه الدقيقة؛ فقد عرف سر الله في القدر، ومن عرف سرّ الله تعالى في القدر؛ هانت عليه المصائب. انتهى. هذا؛ وقال تعالى في سورة (الغاشية): {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}. هذا؛ والآيات التي من هذا النوع منسوخة بآية القتال. هذا؛ ولا تنس: الطباق، والمقابلة بين: اهتدى، وضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>