للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَيَدْرَؤُا:} الواو: حرف استئناف. (يدرأ): مضارع. {عَنْهَا:} متعلقان بالفعل قبلهما. {الْعَذابَ:} مفعول به. {أَنْ تَشْهَدَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن»، والفاعل يعود إلى المرأة المقذوفة، والمفهومة من الكلام السابق. {أَرْبَعَ:} مفعول مطلق، أو نائبه، و (أربع) مضاف، و {شَهاداتٍ} مضاف إليه. {بِاللهِ:} متعلقان بالفعل، أو بالمصدر شهادات على التنازع، والثاني أولى عند البصريين لقربه، والأول أولى عند الكوفيين لسبقه، و (أن تشهد) في تأويل مصدر في محل رفع فاعل للفعل يدرأ، التقدير: ويدرأ عنها العذاب شهودها أربع شهادات. {إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ:} إعراب هذه الجملة ومحلها والكلام فيها مثل: {إِنَّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ} في الآية رقم [٦] وجملة: (يدرأ...) إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصّادِقِينَ (٩)}

الشرح: تضمنت هذه الآية الشهادة الخامسة التي ترد بها المرأة على زوجها؛ الذي قذفها، ولا عنها، كما رأيت في الآية السابقة. هذا؛ وجعل الغضب في جانب المرأة؛ لأن النساء يستعملن اللعن كثيرا؛ كما قال لهن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير». فربما يجترئن على الإقدام لكثرة جري اللعن على ألسنتهن، وسقوط وقوعه في قلوبهن، فذكر الغضب في جانبهن، ليكون رادعا لهن. انتهى. نسفي. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَالْخامِسَةَ:} معطوف على {أَرْبَعُ،} على معنى: وتشهد الخامسة. ويقرأ بالرفع على اعتباره مبتدأ؛ لأنه صفة لموصوف محذوف؛ إذ الأصل: والشهادة الخامسة. {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {غَضَبَ:} اسمها، وهو مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {عَلَيْها:} متعلقان بمحذوف خبر {أَنَّ}. هذا؛ ويقرأ بتخفيف (أنّ)، فيكون اسمها ضمير الشأن محذوفا، و «(غضب)» بالرفع مبتدأ، و {عَلَيْها} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {أَنَّ}. هذا؛ ويقرأ: «(غضب)» بكسر الضاد وفتح الباء على أنه ماض، وبرفع «(الله)» على أنه فاعله، و {أَنَّ} ومدخولها على جميع الاعتبارات والقراآت في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان ب‍: (الخامسة)، أو ب‍: (الشهادة) المقدّرة على قراءة النصب، أو في محل نصب بدلا منها، وعلى قراءته بالرفع فالمصدر في محل رفع خبرها، وكذا إن قدرت المصدر مجرورا بحرف جر محذوف، فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة لا محل لها مثلها: {إِنْ كانَ مِنَ الصّادِقِينَ:} إعراب هذه الكلمات مثل إعراب: {إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ} في الآية رقم [٧] بلا فارق. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>