أُجِيبَتْ... إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.
{فَاسْتَقِيما}: الفاء: هي الفصيحة، وانظر الآية رقم [٣](استقيما): فعل أمر مبني على حذف النون، والألف فاعله، والجملة لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان قد استجيبت دعوتكما فاستقيما، وهذا الكلام كله في محل نصب مقول القول. {وَلا}: ناهية.
{تَتَّبِعانِّ}: مضارع مجزوم ب (لا) الناهية، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، وألف الاثنين فاعله، ونون التوكيد حرف لا محل له، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، وهي في محل نصب مقول القول، وعلى القراءة الثانية ف (لا) نافية، والمضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والجملة الفعلية محتملة لوجهين: أحدهما: الاستئناف. والثاني: أنها في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: وأنتما لا تتبعان، والجملة الاسمية في هذه في محل نصب حال من ألف الاثنين، والرابط: الواو، والضمير. {سَبِيلَ}: مفعول به، و {سَبِيلَ}:
مضاف، و {الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة، وجملة:{لا يَعْلَمُونَ} مع المفعول المحذوف صلة الموصول لا محل لها.
الشرح:{وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ} أي: وقطعنا ببني إسرائيل، وعبرناهم إياه؛ حتى جاوزوه وعبروه. والمراد به البحر الأحمر. وقرئ:«جوزنا». {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ}: لحقهم وأدركهم. {بَغْياً وَعَدْواً}: باغين، ومعتدين، وقيل: طلبا للاستعلاء بغير حق. {حَتّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ}: ناله ووصله. {قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ}: فلم يقبل منه هذا الإيمان؛ لأنه عند معاينة العذاب، قال تعالى:{فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمّا رَأَوْا بَأْسَنا} وقيل: إنه قال هذه الكلمة ليتوصل بها إلى دفع ما نزل به من البلية الحاضرة، ولم يكن قصده بها الإقرار بوحدانية الله تعالى، والاعتراف له بالربوبية، لا جرم لم ينفعه ما قال في ذلك الوقت. {وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}: المنقادين لما يريده رب موسى.
تنبيه: قال أهل التفسير: اجتمع يعقوب وبنوه إلى يوسف، وهم اثنان وسبعون، وخرجوا مع موسى من مصر، وهم ستمائة ألف، وكان ذلك في مدة أربعمائة سنة، وذلك: أنه لما أجاب الله دعاء موسى وهارون أمرهما بالخروج ببني إسرائيل من مصر، ويسر لهم أسباب الخروج، وكان فرعون غافلا عنهم، فلما سمع بخروجهم خرج بجنوده في طلبهم، فلما أدركهم، قالوا لموسى: أين المخلص والمخرج، والبحر أمامنا، وفرعون وراءنا، وقد كنا نلقى