للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فرعون البلاء العظيم؟ فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر، فضربه، فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم، وكشف الله عن وجه الأرض، وأيبس لهم البحر، فلحقهم فرعون، وكان على حصان أدهم، وخلفه عسكره، ويقال: إن فرعون هاب دخول البحر، ولم يكن في خيل فرعون فرس أنثى، فجاء جبريل عليه السّلام على فرس أنثى، وقال له: تقدم، وهو لا يعرفه، ثم نزل في طريق من طرق البحر المفتوحة، فتبعها حصان فرعون، وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم أحد، فلما صار آخرهم في البحر، وهمّ أولهم بالخروج، انطبق عليهم البحر، وألجم فرعون الغرق، فقال: آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل، فدس جبريل عليه السّلام في فمه طين البحر، وروى الترمذي عن ابن عباس-رضي الله عنهما-أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لمّا أغرق الله فرعون، قال، آمنت أنّه لا إله إلاّ الّذي آمنت به بنو إسرائيل، قال جبريل: يا محمد فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر، فأدسّه في فيه مخافة أن تدركه الرّحمة». قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وسترى في سورة (طه) والشعراء وغيرهما مزيدا من ذلك إن شاء الله تعالى.

الإعراب: {وَجاوَزْنا}: (جاوزنا): فعل وفاعل، وانظر الآية رقم [٨] من سورة (هود) {بِبَنِي}: متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به أول، و (بني) مضاف، و {إِسْرائِيلَ}: مضاف إليه. {الْبَحْرَ}: مفعول به ثان، وجملة: {وَجاوَزْنا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {فَأَتْبَعَهُمْ}: ماض، والهاء مفعول به. {فِرْعَوْنُ}: فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {وَجُنُودُهُ}: معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة.

{بَغْياً}: مفعول لأجله. {وَعَدْواً}: معطوف على ما قبله، أو هما منصوبان على أنهما مصدران في موضع الحال، التقدير: باغين ومعتدين. {حَتّى}: حرف ابتداء وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢٢] {إِذا}: انظر الآية رقم [١٢]. {أَدْرَكَهُ}: ماض ومفعوله. {الْغَرَقُ}: فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها. {قالَ}: ماض، وفاعله يعود إلى {فِرْعَوْنُ}.

{آمَنْتُ}: فعل وفاعل. {أَنَّهُ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {لا}: نافية للجنس تعمل عمل (إن). {إِلهَ}: اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف، تقديره موجود. {إِلاَّ}: حرف حصر لا محل له. {الَّذِي}: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: كونه بدلا من اسم {لا} على المحل؛ إذ محله الرفع على الابتداء. وثانيها: كونه بدلا من {لا} وما عملت فيه؛ لأنها وما بعدها في محل رفع بالابتداء، وثالثها: كونه بدلا من الضمير المستكن في الخبر المحذوف، وهو الأقوى، والجملة الاسمية: {لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي} في محل رفع خبر {أَنَّهُ،} و (أن) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء المحذوفة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، التقدير: آمنت بكونه لا إله... إلخ، هذا؛ وقرئ بكسر همزة: «(إنه)» وعليه فالجملة اسمية، وهي في محل نصب مقول القول لقول محذوف، والقول المحذوف، ومقوله كلام مستأنف لا محل له، وقيل: إنه

<<  <  ج: ص:  >  >>