للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{سَقَطُوا}: فعل وفاعل، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مستأنفة، أو ابتدائية لا محل لها.

{وَإِنَّ}: الواو: واو الحال. (إن): حرف مشبه بالفعل. {جَهَنَّمَ}: اسمها، {لَمُحِيطَةٌ}:

اللام: هي المزحلقة. (محيطة): خبر (إن). {بِالْكافِرِينَ}: متعلقان ب‍ (محيطة)، والجملة الاسمية: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو فقط.

{إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (٥٠)}

الشرح: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} أي: إن يصبك يا محمد خير من نصر، وغنيمة؛ يحزن المنافقون، ويتمنون أن يكونوا معك في تلك الغزوة، {وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ}: من هزيمة وشدة، كما حصل في غزوة أحد. {يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا} أي: احتطنا لأنفسنا، وأخذنا بالأمر الحزم؛ حيث لم نخرج للقتال. {وَيَتَوَلَّوْا}: يعرضوا عن محدثهم، وهم مسرورون بذلك، أو يعرضوا عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، {وَهُمْ فَرِحُونَ} بما صنعوا من التخلف، وما أحراك أن تنظر الآية رقم [١٢٠] من سورة (آل عمران)، والآية رقم [٧٢] النساء، فهما تشبهان هذه الآية، هذا؛ وقد قابل الله هنا الحسنة بالمصيبة، ولم يقابلها بالسيئة، كما في الآية رقم [١٢٠] آل عمران؛ لأن الخطاب هنا للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وهي في حقه مصيبة يثاب عليها، لا سيئة يعاتب عليها، كما في آل عمران، فإنها خطاب للمؤمنين، وانظر القول في الآية رقم [٥] (الأعراف).

بعد هذا ف‍ {تُصِبْكَ،} ماضيه: أصاب، وهو يحتمل معاني كثيرة، تقول: أصاب السهم يصيب، لم يخطئ هدفه، وأصاب الرجل في قوله، أو في رأيه يصيب: أتى بالصواب، وأصاب فلانا البلاء يصيبه: وقع عليه، وأصل يصيب: يؤصوب، أو يؤصيب، فقل في إعلاله: حذفت الهمزة للتخفيف حملا على المبدوء بهمزة المضارعة، مثل أؤصيب الذي حذفت همزته الثانية للتخلص من ثقل الهمزتين، فصار (يصوب، أو يصيب) ثم يقال: اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة الياء، أو الواو، وهي الكسرة إلى الصاد قبلها بعد سلب سكونها، فصار (يصيب، أو يصوب) ثم قلبت الواو في الثاني ياء لانكسار ما قبلها، ولما دخل الجازم صار (تصيب) فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار {إِنْ تُصِبْكَ..}. إلخ وهذا الإعلال يجري في كل فعل ثلاثي مزيدة الهمزة في أوله للتعدية، مثل: أجاب، يجيب، وأكرم، يكرم، ونحو ذلك كما حذفت الهمزة الثانية من يؤمنون؛ لأن ماضيه آمن، وأصله: أأمن، والمضارع: يؤأمن، أؤمن، فتحذف من الأول، وتسهل في الثاني، وقد يجيء على القياس، وهو الأصل المهجور، كما في قول أبي حيان الفقعسي: [الرجز]

<<  <  ج: ص:  >  >>