للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{عَلِيمٌ:} يبسط الرزق لمن يشاء، ويقدر. هذا؛ وقد قال الله تعالى في الآية رقم [١٣٠] من سورة (النساء): {وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ}. فجملة القول نفحات الله، وخيراته مأمولة في كل حال موعود بها، من عزوبة، أو تزوج، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَأَنْكِحُوا:} الواو: حرف عطف. (أنكحوا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {الْأَيامى:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. {مِنْكُمْ:} متعلقان بمحذوف حال من الأيامى، والجملة الفعلية، بل الآية بكاملها معطوفة على ما تضمنت السورة الكريمة من حوادث. {وَالصّالِحِينَ:} معطوف على الأيامى منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء... إلخ. {مِنْ عِبادِكُمْ:} متعلقان بما قبلهما، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر فيه؛ لأنه جمع اسم فاعل، {وَإِمائِكُمْ:} معطوف على ما قبله، والكاف فيهما في محل جر بالإضافة. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {يَكُونُوا:} مضارع ناقص، فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو اسمه، والألف للتفريق. {فُقَراءَ:}

خبره، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي.

{يُغْنِهِمُ:} مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والهاء مفعول به. {اللهُ:} فاعله. {مِنْ فَضْلِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، وجملة: {يُغْنِهِمُ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {اللهُ:} مبتدأ. {واسِعٌ عَلِيمٌ:} خبران له، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها أيضا.

{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٣)}

الشرح: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ} أي: ليجتهد في طلب العفة، وقمع الشهوة؛ حتى لا يقع في الزنى، والحرام الذين لا يجدون ما يتزوجون به من صداق، ونفقة، وقد أرشد هؤلاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى الصوم، كما رأيت في الآية السابقة. {حَتّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} أي: يوسع عليهم في الرزق من جوده وإحسانه، ويجدون أهبة الزواج، وتكاليفه.

{وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ} أي: المكاتبة، و {يَبْتَغُونَ} يطلبون، ويلتمسون. قيل: نزلت الآية الكريمة في عبد لحويطب بن عبد العزى، يقال له: صبح، أو صبيح، طلب من سيده أن يكاتبه،

<<  <  ج: ص:  >  >>