الناس عليكم. وهذا الكلام مستأنف مبين لحكمة التوجه إلى الكعبة المشرفة. {إِلاَّ} حرف استثناء {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب على الاستثناء من (النّاس)، وجملة: {ظَلَمُوا:} صلة الموصول، لا محل لها. {مِنْهُمْ:} متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، و (من) بيان للموصول.
{فَلا:} الفاء: هي الفصيحة فيما أرى، ويعتبرها ابن هشام للسببية المحضة، ومن يجيز عطف الإنشاء على الخبر يعتبرها عاطفة. (لا): ناهية جازمة. {تَخْشَوْهُمْ:} فعل مضارع مجزوم ب (لا)، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، ولا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة بالفاء. {وَاخْشَوْنِي:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.
{وَلِأُتِمَّ:} فعل مضارع منصوب ب «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل مستتر تقديره:
أنا، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور معطوفان على قوله تعالى: {لِئَلاّ يَكُونَ..}. إلخ. وقال الزجاج: متعلقان بفعل محذوف، التقدير:
ولأتم نعمتي عليكم عرفتكم نعمتي، فهما متعلقان ب «عرفتكم». {نِعْمَتِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {عَلَيْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل (أتمّ).
{وَلَعَلَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها. {تَهْتَدُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله، والمتعلق محذوف، كما رأيت في الشرح، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعلّ)، والجملة الاسمية معطوفة على (ما) قبلها، فهي تعليل ثالث لقطع حجّة الناس عليكم.
{كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١)}
الشرح: {كَما أَرْسَلْنا:} انظر الإعراب لربطه بما قبله. أو بما بعده. {فِيكُمْ:}
الخطاب للعرب. {رَسُولاً:} هو محمد صلّى الله عليه وسلّم {مِنْكُمْ} أي: من العرب المخاطبين، ولم يبعثه من العجم كما لم يبعثه ملكا من الملائكة. {يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ:} انظر شرح هذا الكلام في الآية رقم [١٢٩] مع ملاحظة الغيبة هناك، والخطاب هنا.
{وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ:} هذه الجملة بعد سابقتها من باب ذكر العام بعد الخاص؛ لإفادة