الذي، أو عن شيء يصفونه به، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر ب:(عن)، التقدير: تنزه، وتقدّس عن وصفهم، والكلام مستأنف كلّه لا محلّ له.
الشرح:{فَذَرْهُمْ:} اتركهم، وأعرض عنهم. وهذا الفعل ناقص التصرف، لا يأتي منه غير المضارع، والأمر. انظر ما ذكرته في سورة (الأحزاب) رقم [٤٨]، أو سورة (الطور) رقم [٤٥] تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك. {يَخُوضُوا:} في باطلهم. {وَيَلْعَبُوا} أي: في دنياهم، والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد: أهل مكة. {حَتّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} أي: يوعدون يوم القيامة، وهو دليل واضح على أنّ قولهم محض جهل، واتباع هوى، وأنهم مطبوع على قلوبهم، معذبون في الآخرة، فما لهم من شفيع، ولا ناصر ينصرهم. قيل: هذا منسوخ بآية السيف، وقيل: هو محكم، وإنما أخرج مخرج التهديد. هذه والآية مذكورة بحروفها في سورة (المعارج) برقم [٤٢] وما يشبهها في سورة (الطور) رقم [٤٥].
الإعراب:{فَذَرْهُمْ:} الفاء: حرف استئناف واعتبارها فصيحة لا بأس به. (ذرهم): فعل أمر، وفاعله مستتر فيه، تقديره:«أنت»، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {يَخُوضُوا:} فعل مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب، وهو عند الجمهور مجزوم بشرط محذوف، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية، لا محلّ لها. {وَيَلْعَبُوا:} معطوف على ما قبله. {حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها «أن» مضمرة.
{يَوْمَهُمُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة: {يَوْمَهُمُ}. {يُوعَدُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والمفعول الثاني محذوف، وهو العائد؛ إذ التقدير: الذي يوعدونه، و «أن» المضمرة بعد {حَتّى،} والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر ب: «حتى» والجار والمجرور متعلقان بأحد الأفعال المتقدمة على التنازع؛ لأنّ كل واحد يصلح للتعليق به.
الشرح: في هذه الآية تكذيب للمشركين في أنّ الله اتخذ شريكا، أو ولدا؛ أي: هو المستحق للعبادة في السماء، والأرض. {وَهُوَ الْحَكِيمُ:} في تدبير خلقه. {الْعَلِيمُ:}
بمصالحهم، والآية كقوله تعالى في سورة الأنعام الآية رقم [٣]: {وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ}.