نار مخصوصة كما نكّر {ناراً تَلَظّى}. هذا؛ وانظر شرح {السَّعِيرِ} في الاية رقم [٧] من سورة (الشورى). والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يُؤْمِنْ:} مضارع مجزوم ب: {لَمْ} وهو فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من) تقديره: «هو». {بِاللهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما.
{وَرَسُولِهِ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، وجواب الشرط محذوف، التقدير: فلا يحزنك عدم إيمانه. أو فلا يهمك شأنه. وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه كما رأيت في سورة (الشورى) رقم [١٠]، وإن اعتبرت (من) اسما موصولا، فهي مبتدأ، صلتها الجملة الفعلية بعدها، والخبر الجملة التي رأيت تقديرها... إلخ. {فَإِنّا:} الفاء: حرف تعليل.
(إنا): حرف مشبّه بالفعل، و (نا) اسمها حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {أَعْتَدْنا:}
فعل، وفاعل. {لِلْكافِرِينَ:} متعلقان ب: {سَعِيراً} بعدهما، الذي هو مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية لا محلّ لها؛ لأنها تعليلية، أو هي في محل جزم جواب الشرط، إن اعتبرت الشرط عاملا فيها، أو هي خبر (من) على اعتبارها موصولة، ودخلت الفاء على الخبر؛ لأنّ الموصول يشبه الشرط في العموم.
الشرح:{وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أي: ملكا، وخلقا، وعبيدا، وفي كثير من الايات زيادة:{وَما بَيْنَهُما} أي: الموجود بين السموات والأرض من أفلاك، وكواكب في السموات، وما على الأرض من جبال، وأنهار، وبحار... إلخ، فكل ذلك ملك لله تعالى لا يشركه فيه أحد، وما يملكه الإنسان في هذه الدنيا؛ فإنما هو ملك له في الظاهر، قد منحه الله له؛ ليتمتع به على سبيل الوكالة، والأمانة، وويل لمن قصّر في الوكالة، وخان الأمانة! وانظر الاية رقم [٩] من سورة (الزخرف). هذا؛ واللام مفيدة للملك الحقيقي؛ الذي هو اتساع المقدور لمن له تدبير الأمور.
{يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ:} لمن يستحق المغفرة بسبب توبة، أو طاعة. {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ:} من يستحق العذاب بسبب كفره، أو إدمانه المعاصي. وانظر شرح {شاءَ} في الاية رقم [٨] من سورة (الشورى). هذا؛ وقال الخازن: لما ذكر الله حال المؤمنين المبايعين لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحال الظانين ظنّ السوء أخبر: أن له ملك السموات والأرض، ومن كان كذلك؛ فهو يغفر لمن يشاء بمشيئته، ويعذب من يشاء، ولكن غفرانه، ورحمته أعمّ، وأشمل، وأتمّ، وأكمل. وإليه الإشارة بقوله تعالى:{وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً}. انتهى.