للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها مثلها. {إِلاّ}: (إن): حرف شرط جازم. (لا): نافية. {تَفْعَلُوهُ}: مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {تَكُنْ}: مضارع تام جواب الشرط. {فِتْنَةٌ}: فاعله. {فِي الْأَرْضِ}: متعلقان بالفعل: {تَكُنْ}. {وَفَسادٌ}: معطوف على {فِتْنَةٌ}. {كَبِيرٌ}: صفته، وجملة: {تَكُنْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤)}

الشرح: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} .. {وَنَصَرُوا}: انظر شرحه مفصلا في الآية رقم [٧٢]. {أُولئِكَ هُمُ..}. إلخ: انظر الآية رقم [٤] لشرح هذا الكلام.

وأنقل لك ما ذكره البيضاوي بحروفه، قال رحمه الله تعالى: لما قسم الله المؤمنين ثلاثة أقسام؛ بين أن الكاملين في الإيمان، منهم الذين حققوا إيمانهم بتحصيل مقتضاه من الهجرة والجهاد، وبذل المال، ونصرة الحق، ووعد لهم الموعد الكريم، فقال {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} لا تبعة له، ولا منة فيه.

تنبيه: لا تكرار في الكلام؛ لأن الله ذكر في الآية الأولى حكم ولاية المهاجرين والأنصار بعضهم بعضا، ثم ذكر في هذه الآية ما منّ به عليهم من المغفرة والرزق الكريم، وقيل: إعادة الشيء مرة بعد مرة أخرى تدل على مزيد الاهتمام به، فلما ذكرهم أولا، ثم أعاد ذكرهم دل ذلك على تعظيم شأنهم، وعلو درجاتهم، وهذا هو الشرف العظيم. انتهى. خازن.

الإعراب: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} إلى {وَنَصَرُوا}: انظر إعراب هذا الكلام في الآية رقم [٧٢].

{أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}: انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٤] وهي اسمية في محل رفع خبر المبتدأ والجملة الاسمية: {وَالَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. {لَهُمْ}:

جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. {مَغْفِرَةٌ}: مبتدأ مؤخر. {وَرِزْقٌ}:

معطوف على ما قبله. {كَرِيمٌ}: صفته، والجملة الاسمية: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧٥)}

الشرح: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ}: لقد اختلف في قوله {مِنْ بَعْدُ} فقيل: من بعد صلح الحديبية وبيعة الرضوان، وهي الهجرة الثانية، وقيل: من بعد نزول هذه الآية، وقيل: من بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>