للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَيَقُولُونَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{عَسى:} فعل ماض وترج مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والمصدر المؤول من: {أَنْ يَكُونَ قَرِيباً} في محل رفع فاعل عسى على تمامه، وفي محل نصب خبره على نقصانه، فيكون اسمه مستترا تقديره: «هو»، والتمام أقوى، وأتمّ معنى، وجملة: {عَسى..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلِ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {قَرِيباً:} خبر {يَكُونَ}. وقيل: هو ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر، واسمه يعود إلى البعث المفهوم ممّا تقدم. تأمل، وتدبر.

وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً (٥٢)}

الشرح: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ} أي: يوم يناديكم للخروج من القبور، ونحوها على لسان إسرافيل عليه السّلام، فيقول: أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة، واللحوم المتمزقة، والشعور المتفرقة، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. قال تعالى في سورة (ق): {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ}. {فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ} أي: فتخرجون من القبور بأمره. وقيل: تخرجون مقرّين بأنه خالقكم، وباعثكم، ويحمدونه، ولكن لا ينفعهم الحمد. وقيل: هذا الخطاب للمؤمنين فإنهم يبعثون حامدين ربهم، فيقولون: سبحانك اللهم وبحمدك. أو المعنى: منقادين لأمره انقياد الطائعين الحامدين على البعث. {وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً} أي: تظنون: أن إقامتكم في القبور. -وقيل: في الدنيا-قليلة جدا، وذلك لأن الإنسان لو مكث في الدنيا، أو في القبر ألوفا من السنين عد ذلك قليلا بالنسبة لمدة القيامة، والخلود في الآخرة. قال قتادة: المعنى: أن الدنيا تحاقرت في أعينهم، وقلّت حين رأوا القيامة، وما فيها. انتهى. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر، أو هو بدل من {قَرِيباً} على اعتباره ظرفا. {يَدْعُوكُمْ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها، والجملة الفعلية: {فَتَسْتَجِيبُونَ} معطوفة عليها، فهي في محل جر مثلها. {بِحَمْدِهِ:}

متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة؛ أي: حال كونكم حامدين لله على كمال قدرته، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَتَظُنُّونَ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب النفي بعده. {إِنْ:} نافية بمعنى: «ما». {لَبِثْتُمْ:}

فعل، وفاعل. {إِلاّ:} حرف حصر. {قَلِيلاً:} صفة مفعول مطلق محذوف؛ أي: إلا لبثا قليلا،

<<  <  ج: ص:  >  >>