للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {كَلاّ:} حرف ردع، وزجر. {إِنَّها:} (إنّ): حرف مشبه بالفعل، و (ها): اسمها.

{تَذْكِرَةٌ:} خبر (إنّ)، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {فَمَنْ:} الفاء: حرف استئناف، وتفريع، أو هي الفصيحة. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

{شاءَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من)، تقديره: «هو». {ذَكَرَهُ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط، والفاعل يعود إلى (من) أيضا، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب‍: «إذا» الفجائية، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط. وقيل: جملة الجواب. وقيل: الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين. هذا؛ وإن اعتبرت (من) اسما موصولا؛ فهو مبتدأ، والجملة بعده صلته، وجملة: {ذَكَرَهُ} في محل رفع خبره، والجملة الاسمية لا محل لها على الوجهين المعتبرين في الفاء؛ لأنها معترضة بين ما قبلها، وما بعدها.

{فِي صُحُفٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة {تَذْكِرَةٌ،} أو في محل نصب حال من الهاء، أو هما متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو، أو هي، وتعود الجملة الاسمية لتكون صفة {تَذْكِرَةٌ،} أو في محل نصب حال من الهاء. وقال الجلال: خبر ثان؛ لأنها، وما قبلها اعتراض. {مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ:} صفات {صُحُفٍ}. {بِأَيْدِي:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة رابعة ل‍: {صُحُفٍ،} أو في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم. هذا؛ وتعليق أبي البقاء الجار، والمجرور بما تعلق به {فِي صُحُفٍ} لا وجه له ألبتة؛ لأن المعنى لا يؤيده. و (أيدي) مضاف، و {سَفَرَةٍ} مضاف إليه، وهو صفة لموصوف محذوف، التقدير: (بأيدي ملائكة سفرة). {كِرامٍ بَرَرَةٍ:} صفتان ل‍: «ملائكة» المقدر.

{قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢) كَلاّ لَمّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (٢٣)}

الشرح: {قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ} أي: لعن الإنسان الكافر، وطرد من رحمة الله ما أشد كفره بالله مع كثرة إحسانه إليه، وأياديه عنده! قال الآلوسي-رحمه الله تعالى-: والآية دعاء عليه بأشنع الدعوات، وأفظعها، وتعجيب من إفراطه في الكفر، والعصيان، وهذا في غاية الإيجاز، والبيان. وأصل {قُتِلَ} الدعاء بالقتل، والهلاك، ثم جرى مجرى: لعن، وقبح. وهو مع اختصاره يدل على سخط عظيم، وذم بليغ.

هذا؛ وروى الضحاك عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: نزلت الآيات في عتيبة بن أبي لهب، وكان من قصته: أنه كان قد خطب أم كلثوم بنت النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولم يدخل بها، وكان نكاح

<<  <  ج: ص:  >  >>