للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما حذف هنا، وصرح به في جانب الوعد؛ لأن عادة أكرم الأكرمين أن يصرح بالوعد، ويعرّض بالوعيد. انتهى. بيضاوي. والكلام معطوف على ما قبله. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل.

{عَذابِي:} اسم {إِنَّ} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم المصدر لفاعله. {لَشَدِيدٌ:} خبر {إِنَّ،} واللام هي المزحلقة، والجملة الاسمية: {إِنَّ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، أو هي تعليل لما قبلها. هذا؛ والكلام: {وَإِذْ تَأَذَّنَ..}. إلخ من كلام موسى عليه السّلام فهو في محل نصب مقول القول، وقيل: هو من قول الله تعالى، فيكون مستأنفا.

{وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (٨)}

الشرح: {وَقالَ مُوسى} أي: لقومه. {إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً} أي: من الإنس والجن وغيرهما، {فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ:} عن شكركم لنعمه، وغني عن إيمانكم وطاعتكم. {حَمِيدٌ:}

مستحق للحمد في ذاته، محمود تحمده الملائكة، وتنطق بحمده ذرات المخلوقات، فما ضررتم بالكفر إلا أنفسكم، حيث حرمتموها مزيد الإنعام من فضله، وعرضتموها للعذاب الشديد.

الإعراب: {وَقالَ:} الواو: حرف عطف. {(قالَ مُوسى):} ماض وفاعله. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {تَكْفُرُوا:} مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، التقدير: بالله، والجملة الفعلية لا محل لها على نحو ما سبق.

{أَنْتُمْ:} ضمير منفصل في محل رفع توكيد لواو الجماعة. {(مَنْ):} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع معطوف على واو الجماعة. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول.

{جَمِيعاً:} حال من واو الجماعة وما عطف عليها، فهي حال مؤكدة. {فَإِنَّ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط، والجملة الاسمية: (إن الله...) إلخ في محل جزم جواب الشرط. هذا؛ وإن اعتبرت الجواب محذوفا، التقدير: فلن تضروا الله شيئا؛ فتكون الجملة الاسمية تعليلا لهذا المحذوف، وهو كلام سديد، و (إن) الشرطية ومدخولها في محل نصب مقول القول، وجملة: {(قالَ مُوسى...)} إلخ معطوفة على ما قبلها في الآية رقم [٦] فهي في محل جر مثلها.

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ وَقالُوا إِنّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنّا لَفِي شَكٍّ مِمّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٩)}

الشرح: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ:} قال بعض المفسرين:

يحتمل أن يكون هذا من كلام موسى لقومه حكاه الله عنه، ويحتمل أن يكون من كلام الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>