الإعراب:{ذلِكُمْ}: ذكر فيه السمين أربعة أوجه: أحدها أنه خبر لمبتدإ محذوف، أي:
العقاب ذلكم، أو: الأمر ذلكم. الثاني: أنه مبتدأ، والخبر محذوف، أي: ذلكم العقاب، وعلى هذين يكون ما بعده كلاما مستأنفا، والثالث: أن {ذلِكُمْ} مبتدأ، والخبر ما بعده، وهذا على رأي الأخفش، الذي يرى زيادة الفاء في الخبر مطلقا، أعني: سواء تضمن المبتدأ معنى الشرط أم لا، وأما غيره فلا يجيز زيادتها إلا بشرط أن يكون المبتدأ مشبها لاسم الشرط، أي: كما في الآية رقم [١٥] من سورة (النساء). والآية رقم [٤١] من سورة (المائدة). الرابع: أن {ذلِكُمْ} منصوب بفعل مضمر، يفسره ما بعده، ويكون من باب الاشتغال. انتهى. جمل بتصرف كبير.
{فَذُوقُوهُ}: الفاء: حرف استئناف، أو هي زائدة انظر الإعراب المتقدم. (ذوقوه): أمر، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية مستأنفة، أو هي في محل رفع خبر المبتدأ، أو هي مفسرة حسب ما رأيت فيما تقدم من الإعراب. {وَأَنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {لِلْكافِرِينَ}: متعلقان بمحذوف خبر (أن) تقدم على اسمها. {عَذابَ}: اسمها المؤخر، و {عَذابَ} مضاف، و {النّارِ} مضاف إليه، و {وَأَنَّ} واسمها وخبرها في تأويل مصدر معطوف على {ذلِكُمْ} على جميع الوجوه المذكورة فيه، أو هو في محل نصب على أنه مفعول معه، هذا؛ وقرئ بكسر الهمزة، وعليه فالجملة اسمية، وهي مستأنفة لا محل لها، وإن اعتبرتها حالا فيكون الرابط الواو فقط.
الشرح:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ: هذا النداء يعم كل مؤمن في كل زمان ومكان إلى يوم القيامة، وانظر «الإيمان» في الآية رقم [٢] من سورة (الأعراف){إِذا لَقِيتُمُ..}. إلخ: أي:
في الحرب، ومعنى {لَقِيتُمُ}: قابلتم، ومصدره «اللّقي» بضم اللام وكسر القاف، و «اللّقى» بضم اللام مقصورا، و «اللقاء» بكسرها ممدودا ومقصورا، {زَحْفاً} أي: زاحفين، هذا؛ والزحف الدنو قليلا قليلا، وأصله: الاندفاع على الإلية، ثم سمي كل ماش في الحرب إلى آخر زاحفا، يقال: زحف إلى العدو زحفا، أي: مشى بعضهم إلى بعض. {الْأَدْبارَ}: جمع دبر، أي: فلا تعطوا ظهوركم إلى الكفار منهزمين، فإن المنهزم يولي ظهره ودبره.
الإعراب:{يا أَيُّهَا}: (يا): حرف نداء ينوب مناب أدعو. (أيها): نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة النداء، و «ها»: حرف تنبيه لا محل له. {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح بدل من أي، وانظر الآية رقم [١٥٨] الأعراف ففيها الدواء الشافي. {آمَنُوا}: فعل وفاعل والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، وجملة:{آمَنُوا} صلة الموصول لا محل لها.
{إِذا}: ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {لَقِيتُمُ}: فعل وفاعل، {الَّذِينَ}: مفعول به، مبني على الفتح