الإعراب:{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {آمَنُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {يُقاتِلُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبره، والجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها. {فِي سَبِيلِ:} متعلقان بما قبلهما. و {سَبِيلِ:} مضاف.
و {اللهِ:} مضاف إليه، وجملة:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطّاغُوتِ:} معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها، وإعرابها واضح. {فَقاتِلُوا:} الفاء: هي الفصيحة. (قاتلوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ذلك واقعا، وحاصلا؛ فقاتلوا... إلخ. {أَوْلِياءَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {الشَّيْطانِ:} مضاف إليه. (إنّ): حرف مشبه بالفعل. {كَيْدَ:} اسمها، وهو مضاف، و {الشَّيْطانِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه يعود إلى ما قبله. {ضَعِيفاً:} خبر: {كانَ} والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية تعليل للأمر، لا محلّ لها.
الشرح:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ:} الخطاب لسيد الخلق، وحبيب الحقّ محمد صلّى الله عليه وسلّم أو لكلّ أحد.
والاستفهام تعجيب، وتشويق إلى استماع ما بعده؛ إن كان المخاطب لم يعلم بحال المذكورين، أو هو استفهام تقرير؛ إن كان المخاطب يعلم بحالهم. ويجوز أن يخاطب به من لم ير، ولم يسمع؛ لأنّ هذا الكلام جرى مجرى المثل في معنى التعجّب.
{إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا..}. إلخ: قال الكلبيّ-رحمه الله تعالى-: نزلت الآية الكريمة في عبد الرحمن بن عوف الزّهري، وجماعة من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، كانوا يلقون من المشركين أذى كثيرا بمكة قبل أن يهاجروا، فكانوا يقولون: يا رسول الله! ائذن لنا في قتالهم، فإنّهم قد آذونا، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«كفوا أيديكم فإني لم اؤمر بقتالهم». {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ:} فيه إشكال، وهو: أنّ الصلاة فرضت في السّنة العاشرة من النبوة، والزّكاة فرضت في السّنة الرابعة من الهجرة، وحلّه-وبالله التوفيق-: أنّ المراد بالصّلاة الصلاة التي كانت مفروضة: ركعتين بالغداة، وركعتين بالعشي، وأنّ المراد بالزّكاة مطلق الصدقة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.