{أَكْثَرَهُمْ}: اسم (لكن)، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{لا يَعْلَمُونَ}: مع المفعول المحذوف في محل رفع خبر لكن، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها.
الشرح:{هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ} أي: الذي يملك السموات والأرض، وما بينهما قادر على الإحياء والإماتة في الدنيا، فهو يقدر عليها في الآخرة بلا ريب، {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أي: في الآخرة بالبعث والنشور للحساب والجزاء، وانظر (رجع) في الآية رقم [٨٣] التوبة.
الإعراب:{هُوَ}: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {يُحيِي}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والفاعل يعود إلى الله، والمفعول محذوف، التقدير: يحيي الأموات، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{هُوَ يُحْيِ} مستأنفة لا محل لها. {وَإِلَيْهِ}: الواو: حرف عطف. (إليه): متعلقان بالفعل بعدهما.
{تُرْجَعُونَ}: مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على الجملة الاسمية قبلها لا محل لها مثلها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من فاعل (يميت) المستتر، فلست مفندا، والرابط: الواو، والضمير.
الشرح:{يا أَيُّهَا النّاسُ}: قيل: أراد بالناس قريشا، وقيل: هو جميع الناس، وهو الأصح والمعتمد. {جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}: قال الخليل: الموعظة التذكير بالخير فيما يرق له القلب، وقيل: الموعظة ما يدعو إلى الصلاح بطريق الرغبة والرهبة، والقرآن داع إلى كل خير وصلاح بهذا الطريق. {وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ} أي: إن القرآن يشفي ما في القلوب من داء الجهل، وذلك؛ لأن داء الجهل أضر للقلب من داء المرض للبدن، وأمراض القلب هي الأخلاق الذميمة، والعقائد الفاسدة، والجهالات المهلكة، فالقرآن مزيل لهذه الأمراض كلها؛ لأن فيه الوعظ والزجر، والتخويف، والترغيب، والترهيب، والتحذير والتذكير، فهو الدواء والشفاء لهذه الأمراض القلبية جميعها، وإنما خص الصدر بالذكر؛ لأنه موضع القلب وغلافه، وهو أعز موضع في بدن الإنسان لمكان القلب فيه. {وَهُدىً وَرَحْمَةٌ} أي: رشد وبيان، وهداية من الضلالة، ونعمة شاملة لمن قرأ القرآن، وانتفع به، هذا؛ وقد خص سبحانه المؤمنين بالذكر؛ لأنهم هم الذين ينتفعون بالقرآن وبتعاليمه، هذا؛ وقد أطلق سبحانه لفظ الموعظة والشفاء، والهدى والرحمة على القرآن، وانظر الآية رقم [٢٠٣](الأعراف)، تجد ما يسرك.