{أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسرة في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {يُنادَوْنَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {مِنْ مَكانٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {بَعِيدٍ:} صفة: {مَكانٍ،} والجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}.
إلخ مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وأجيز اعتبارها خبرا ل: {إِنَّ} في الآية رقم [٤١] وهو أحد الأوجه الضعيفة التي قيلت في خبرها هناك.
{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (٤٥)}
الشرح: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ} أي: التوراة. {فَاخْتُلِفَ فِيهِ:} فآمن به قوم، وعملوا بتعاليمه، وكفر به قوم؛ حيث حرفوا، وبدلوا، وغيروا فيه، ولم يعملوا بتعاليمه، كما اختلف قومك يا محمد في هذا القرآن بين مصدق ومكذب. {وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ:} وهي كلمة الإنظار، والإمهال بتأخير العذاب للمجرمين إلى يوم القيامة، فإنه يوم الفصل، والجزاء.
{لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} أي: بإنزال ما يستحقه المجرم، والمكذب من العذاب؛ ليتميز به عن المحق.
{وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} أي: وإن قومك لفي شك من القرآن موقع في الريبة؛ لتبلد عقولهم، وعمى أبصارهم. هذا؛ وقيل: الكلمة التي سبقت هي قوله تعالى في الحديث القدسي:
«سبقت رحمتي غضبي». وانظر (الريب) في سورة (غافر) رقم [٥٩]، وانظر ما ذكره الرسول صلّى الله عليه وسلّم من وقوع أنواع العذاب في هذه الأمة في آخر الزمان في الآية رقم [١٨].
هذا؛ وقال القرطبي-رحمه الله تعالى-: وهو تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم؛ أي: لا يحزنك اختلاف قومك في كتابك، فقد اختلف من قبلهم في كتابهم. وأضيف: أن الآية مذكورة بحروفها في سورة (هود) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام برقم [١١٠].
الإعراب: {وَلَقَدْ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، تقديره: والله.
والجار، والمجرور متعلقان بمحذوف، تقديره: أقسم. اللام: واقعة في جواب القسم. (قد):
حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {آتَيْنا:} فعل، وفاعل. {مُوسَى:} مفعول به أول.
{الْكِتابَ:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية: (لقد...) إلخ جواب القسم لا محل لها، وانظر الآية رقم [٦٢] من سورة (يس) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك. {فَاخْتُلِفَ:} الفاء: حرف عطف.
(اختلف): فعل ماض مبني للمجهول. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وهما في محل رفع نائب فاعله. وقيل: نائب الفاعل مستتر فيه، ولا وجه له ألبتة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. والجملة القسمية مستأنفة، لا محل لها. {وَلَوْلا:} الواو: