للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ والقاعدة: أن الفعل المضارع المراد توكيده بنون التوكيد، إذا أسند إلى واو الجماعة، أو ياء المؤنثة المخاطبة. فإن كان صحيح الآخر؛ حذف منه نون الرفع لتوالي الأمثال، وحذف منه واو الجماعة، وتبقى ضمة قبل نون التوكيد دليلا عليها، وحذف منه أيضا ياء المخاطبة، وتبقى كسرة قبل نون التوكيد دليلا عليها. وإن كان معتل الآخر، حذف منه حرف العلة، إن كان واوا، أو ياء، أو ألفا، وحذفت واو الجماعة أيضا؛ إلا مع المعتل بالألف، فتبقى محركة بحركة مجانسة لها مثل: {لَتَرَوُنَّ} ولا يجوز حذف الواو لالتقاء الساكنين؛ لأن قبلها فتحة، والفتحة لا تدل على الواو لو حذفت، كما هو الظاهر.

الإعراب: {كَلاّ:} انظر الكلام عليها فيما سبق. {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره.

{تَعْلَمُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، {عِلْمَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {الْيَقِينِ} مضاف إليه، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. وجواب {لَوْ} محذوف، انظر تقديره في الشرح، وقدره ابن هشام في المغني:

لارتدعتم، وما ألهاكم التكاثر. وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا». و {لَوْ} ومدخولها كلام مستأنف بعد {كَلاّ،} لا محل له.

{لَتَرَوُنَّ:} اللام واقعة في جواب قسم محذوف، التقدير: وعزتي وجلالي. ونحو ذلك.

(ترونّ): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال. والواو فاعله، والنون حرف لا محل له. {الْجَحِيمَ:} مفعول به، والجملة الفعلية جواب القسم المحذوف؛ الذي رأيت تقديره. والقسم وجوابه كلام مستأنف، لا محل له.

{ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)}

الشرح: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّها} يعني: الجحيم. {عَيْنَ الْيَقِينِ} أي: عيانا، ومشاهدة بأبصاركم عن بعد، وإذا رأوها؛ فإنها تراهم كذلك. قال تعالى في سورة (الفرقان) رقم [١٢]: {إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً} انظر شرحها هناك، فإنه جيد، والحمد لله. هذا؛ وقيل:

معنى: {لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} أي: لو تعلمون في الدنيا علم اليقين فيما أمامكم مما وصافات {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} بعيون قلوبكم، فإن علم اليقين يريك الجحيم بعين فؤادك، وهو أن تتصور لك تارات القيامة، وقطع مسافاتها. {ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ} أي: عند المعاينة بعين الرأس، فتراها يقينا، لا تغيب عن عينك. هذا؛ و {عَيْنَ الْيَقِينِ} مثل: {حَقُّ الْيَقِينِ} في سورة (الواقعة) وسورة (الحاقة).

{ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} أي: الذي ألهاكم، وشغلكم عن طاعة الله، وطاعة رسوله، والخطاب مخصوص بكل من ألهاه دنياه عن دينه، والنعيم مخصوص بما يشغله للقرينة، والنصوص

<<  <  ج: ص:  >  >>