للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَإِنْ:} الواو: واو الحال. (إن): مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها. وفسرها الجلال تبعا للبغوي ب‍: «قد» ولا وجه له، ويدل للأول اللام في: {لَمُبْلِسِينَ،} فإنها الفارقة.

قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز] وخفّفت إنّ فقلّ العمل... وتلزم اللام إذا ما تهمل

{كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {مِنْ قَبْلِ:}

جار ومجرور، متعلقان ب‍: (مبلسين): {أَنْ يُنَزَّلَ:} فعل مضارع مبني للمجهول منصوب ب‍: {إِنْ،} وهما في تأويل مصدر في محل جر بإضافة: {قَبْلِ} إليه، ونائب الفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى المطر المفهوم من {الْوَدْقَ}. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ قَبْلِهِ:} توكيد لما قبلهما هذا على اعتبار الضمير عائدا على المطر. وقيل: عائد على السحاب، أو على الريح، أو على الكسف، فيكونان متعلقين بالفعل: {يُنَزَّلَ} على هذه الاعتبارات، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {لَمُبْلِسِينَ:} اللام: هي الفارقة بين النفي، والإثبات، أي: اعتبار (إن) مخففة كما رأيت. (مبلسين): خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة: (إن كانوا...) إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير. تأمل، وتدبر. وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٥٠)}

الشرح: {فَانْظُرْ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويعم كل إنسان يعقل من بني آدم، فيكون المعنى:

انظروا نظر استبصار، واستدلال، لا نظر عمى، وإهمال. أي: انظروا على أن من قدر على ذلك قادر على إحيائكم وبعثكم بعد موتكم. {إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ} أي: أثر المطر المعبر عنه بالرحمة كيف يتسبب عنه النبات، والأشجار، وأنواع الثمار. وهذا ما يسمى بالمجاز المرسل علاقته الحالية. هذا؛ ويقرأ: «(أثر)» بالإفراد وبالجمع أيضا.

{كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها} أي: يبسها، وجدبها؛ إذ موتها حين تكون يابسة لا نبات فيها شبيهة بالميت، وإحياؤها يكون بنزول المطر عليها، والفاعل يعود إلى (الله)، ويقرأ الفعل بالتاء على عود الفاعل إلى رحمة الله. {إِنَّ ذلِكَ} أي: القادر على إحياء الأرض بعد موتها.

{لَمُحْيِ الْمَوْتى:} لقادر على إحياء الأموات من البشر يوم القيامة، فإنه إحداث لمثل ما كان في مواد أبدانهم من القوى، كما أن إحياء الأرض إحداث لمثل ما كان فيها من القوى النباتية.

هذا؛ ومن المحتمل أن يكون من الكائنات الراهنة ما يكون من مواد ما تفتت، وتبددت من جنسها في بعض الأعوام السالفة انتهى. بيضاوي. {وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:} لا يعجزه شيء؛ لأن نسبة قدرته إلى جميع الممكنات على سواء، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>