للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقين بالفعل (أمرت)، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، وجملة: {وَأُمِرْتُ..}. إلخ مستأنفة، أو معطوفة على ما قبلها لا محل لها على الوجهين. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.

{فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣)}

الشرح: {فَكَذَّبُوهُ}: كذبوا نوحا، وأصروا على تكذيبه، بعد ما ألزمهم الحجة، وبيّن لهم:

أن إعراضهم عنه، وعن دعوته، إنما هو لعنادهم، وتمردهم. {فَنَجَّيْناهُ} أي: من الغرق. {وَمَنْ مَعَهُ} أي: من المؤمنين، وكانوا ثمانين. {فِي الْفُلْكِ}: في السفينة التي صنعها، وانظر الآية رقم [٣٧] من سورة (هود)، وما بعدها، {وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ}: انظر الآية رقم [١٤]. {وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا}: بالطوفان، كما ستقف عليه في الآية رقم [٤٠]، من سورة (هود)، وما بعدها. {فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} أي: فانظر يا محمد، أو يا أيها الإنسان كيف كان آخر ونتيجة من أنذرتهم الرسل، فلم يؤمنوا، ولم يقبلوا ذلك، فيه تعظيم لما جرى عليهم وتحذير لمن كذب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتعزية وتسلية.

تنبيه: ذكر الله تعالى في هذه السورة قصة نوح عليه الصلاة والسّلام موجزة، وانظرها في سورة (الأعراف)، وفي سورة (هود) بأوسع وأبسط من هذه السورة.

الإعراب: {فَكَذَّبُوهُ}: (كذبوه): فعل ماض وفاعله ومفعوله، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. {فَنَجَّيْناهُ}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَمَنْ}: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على الضمير المنصوب. {مَعَهُ}: ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، {فِي الْفُلْكِ}: متعلقان بما تعلق به ما قبلهما، أو هما متعلقان بالفعل: (نجينا)، وجملة: {وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ}: معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا، وكذلك {وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ}: معطوفة أيضا، وجملة: {كَذَّبُوا بِآياتِنا}: صلة الموصول لا محل لها {فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ}: انظر إعراب هذه الجملة ومحلها في الآية رقم [٣٩] فهي مثلها بلا فارق.

{ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (٧٤)}

الشرح: {ثُمَّ بَعَثْنا}: أرسلنا. {مِنْ بَعْدِهِ}: من بعد نوح. {رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ}: لم يذكر الله من كان بعد نوح من الرسل، وذكر في سورة (الأعراف) وفي سورة (هود): هودا، وصالحا، وإبراهيم، ولوطا، وشعيبا وغيرهم. {فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ}: فجاء الرسل أقوامهم بالدلالات

<<  <  ج: ص:  >  >>