الواضحات والمعجزات الباهرات؛ التي تدل على صدقهم. {فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} أي: فما صح وما استقام لهؤلاء الأقوام أن يؤمنوا لشدة شكيمتهم في الكفر وخذلان الله لهم بسبب تعودهم على تكذيب الحق، وتمرنهم عليه قبل بعثة الرسل. انتهى. بيضاوي. وقال الخازن: إن أولئك الأقوام جروا على منهاج قوم نوح في التكذيب. ولم يزجرهم ما جاءتهم به الرسل، ولم يرجعوا عما هم فيه من الكفر والتكذيب. انتهى. فالواو في {كانُوا} و (يؤمنوا) ضمير القوم، والواو في {كَذَّبُوا} عائدة على قوم نوح، والضمير في {بِهِ} عائدة على نوح. {نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ}: نختم على قلوب المجاوزين الحد في الكفر والتكذيب، فلا يؤمنوا؛ لانهماكهم في الضلال، واتباع المألوف، وفيه دليل على أن الأفعال واقعة بقدر الله تعالى وللعبد كسب فيها، وقد ذكرت ذلك مرارا فيما تقدم.
الإعراب:{ثُمَّ}: حرف عطف. {بَعَثْنا}: فعل وفاعل {مِنْ بَعْدِهِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {رُسُلاً،} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا، والهاء في محل جر بالإضافة. {رُسُلاً}: مفعول به. {إِلى قَوْمِهِمْ}: متعلقان بمحذوف صفة: {رُسُلاً،} والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{بَعَثْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها. {فَجاؤُهُمْ}: ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. {بِالْبَيِّناتِ}: متعلقان بالفعل قبلهما. {فَما}: الفاء: حرف عطف وتفريع. (ما): نافية. {كانُوا}: ماض، والواو اسمه، والألف للتفريق. {لِيُؤْمِنُوا}: مضارع منصوب ب «أن» مضمرة وجوبا بعد لام الجحود، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر (كان)، التقدير: ما كانوا مريدين للإيمان. {بِما}: متعلقان بالفعل قبلهما، و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء، وجملة:{كَذَّبُوا بِهِ} صلة الموصول، أو صفة النكرة الموصوفة. {مِنْ قَبْلُ}: متعلقان بمحذوف حال من الضمير المجرور محلا بالباء، و {مِنْ} بيان لما أبهم في (ما) و {قَبْلُ} مبني على الضم في محل جر لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى. {كَذلِكَ}: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده، التقدير: نطبع على قلوب المعتدين طبعا كائنا مثل الطبع الذي طبعناه على قلوب قوم نوح، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل لها، وانظر الآية رقم [١٣]{نَطْبَعُ}: مضارع، وفاعله مستتر تقديره:«نحن». {عَلى قُلُوبِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، و {قُلُوبِ}: مضاف، و {الْمُعْتَدِينَ}: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة:{كَذلِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.