مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {وَالْيَتامى:} معطوف على ما قبله مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذّر. {وَالْمَساكِينُ:} معطوفة أيضا على ما قبله، والجملة الفعلية:{حَضَرَ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذا) إليها... إلخ. الفاء: واقعة في جواب (إذا). (ارزقوهم): فعل أمر، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية جواب (إذا) لا محل لها. و (إذا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، أو هو مستأنف لا محل له على الاعتبارين. {وَقُولُوا..}.
إلخ: انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٥]: وهي معطوفة على جواب: (إذا).
الشرح: نزلت الآية الكريمة في الأوصياء. أي: تذكّر أيها الوصيّ ذريّتك الضّعاف من بعدك، وكيف يكون حالهم، وعامل اليتامى الذين في حجرك بمثل ما تريد أن يعامل به أبناؤك من بعدك. وقيل: هذا في الرّجل يحضره الموت، فيقول له من بحضرته عند وصيته: إنّ الله سيرزق ولدك، فانظر لنفسك، وأوص بمالك في سبيل الله، وتصدّق، وأعتق؛ حتّى يأتي على عامّة ماله، أو يستغرقه، فيضرّ ذلك بورثته، فنهوا عن ذلك، فكأنّ الآية تقول لهم: كما تخشون على ذريتكم، وورثتكم الضّياع من بعدكم، فكذلك اخشوا على ورثة غيركم، ولا تحملوا المحتضر على تبذير ماله، قاله ابن عباس-رضي الله عنهما-وغيره، وروى سعد بن جبير عن ابن عباس: أنه قال: إذا حضر الرجل الوصية؛ فلا ينبغي أن يقول للموصي: أوص بمالك؛ فإنّ الله رازق ولدك، ولكن يقول: قدّم لنفسك، واترك لولدك. فذلك قوله تعالى:{فَلْيَتَّقُوا اللهَ}.
وقال مقسم وحضرميّ: نزلت في عكس هذا، وهو أن يقول للمحتضر من يحضره: أمسك على ورثتك، وأبق لولدك، فليس أحد أحقّ بمالك من أولادك، وينهاه عن الوصية، فيتضرر بذلك ذوو القربى، وكلّ من يستحقّ أن يوصى له، فقيل لهم: كما تخشون على ذريتكم، وتسرون بأن يحسن إليهم، فكذلك سدّدوا القول في جهة المساكين، واليتامى، واتقوا الله في ضررهم أصوب. وهذا القول، والأول أقعد في معنى الآية. والله أعلم بمراده، وأسراره كتابه. هذا؛ والقول السديد: العدل، والصّواب الموافق لما أمر الله، ورسوله به من الإحسان إلى اليتيم، والعدل في الوصيّة:«لا ضرر ولا ضرار».
قال الزمخشري-رحمه الله تعالى-: فإن قلت: ما معنى وقوع: {لَوْ تَرَكُوا} وجوابه صلة ل {الَّذِينَ} قلت: معناه، وليخش الذين صفتهم وحالهم: أنهم لو شارفوا أن يتركوا ذريّة ضعافا -وذلك عند احتضارهم-خافوا عليهم الضياع بعدهم لذهاب كافلهم، وكاسبهم، كما قال خالد القناني الخارجي. انظر الشاهد رقم [٩٢٧] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر]