للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (١٩)}

الشرح: {أَوَلَمْ يَرَوْا..}. إلخ: لما بين الله الأصل الأول، وهو التوحيد، وأشار إلى الثاني، وهو الرسالة بقوله: {وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ؛} شرع في بيان الأصل الثالث، وهو الحشر. وهذه الأصول الثلاثة لا ينفك بعضها عن بعض في الذكر الإلهي. انتهى. جمل نقلا من النهر. هذا؛ والضمير في {يَرَوْا} إلى الأمم المكذبة، ويقرأ: «(أولم تروا)» بتاء المضارعة خطاب لكفار قريش.

{كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ} أي: من مادة من نطفة، ونحوها، ومن غير مادة، والفعل بضم الياء من الرباعي، وقرئ شاذا: «(يبدأ)» من الثلاثي. {ثُمَّ يُعِيدُهُ} أي: يوم القيامة للحساب، والجزاء، ويجوز أن يراد ببدء الخلق، وإعادته ما يحصل في كل سنة مثل ما كان في السنة السابقة من النبات، والثمار، ونحوهما؛ حيث تحيا، ثم تفنى، ثم يعيدها وكذلك يبدأ خلق الإنسان، ثم يميته بعد أن خلق منه ولدا، وخلق من الولد ولدا، وكذلك سائر الحيوان، والمعنى: إذا رأيتم قدرة الله تعالى على الإبداء، والإيجاد فيما ذكر؛ فهو القادر على الإعادة بلا ريب. {إِنَّ ذلِكَ} أي: ما ذكر من الإيجاد، والإعدام، والإهلاك، ثم الإعادة. {عَلَى اللهِ يَسِيرٌ:} هيّن سهل؛ لأنه سبحانه لا يفتقر في فعل ذلك إلى معاون، ولا إلى مساعد؛ لأنه إذا أراد شيئا؛ فإنما يقول له: كن، فيكون.

الإعراب: {أَوَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي إنكاري. الواو: حرف استئناف. (لم):

حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَرَوْا:} فعل مضارع مجزوم ب‍ (لم)، وهو بصري، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. {كَيْفَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال من لفظ الجلالة، {يُبْدِئُ:} فعل مضارع. {اللهُ:} فاعله. {الْخَلْقَ:} مفعول به، وجملة: {كَيْفَ..}. إلخ:

في محل نصب سدت مسد مفعول الفعل قبلها، وجملة: {أَوَلَمْ..}. إلخ: معطوفة على ما قبلها، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين. {ثُمَّ:} حرف عطف. {يُعِيدُهُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والهاء: مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {أَوَلَمْ يَرَوْا..}. إلخ، ولا يجوز عطفها على جملة: {يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ؛} لأن الرؤية غير واقعة على الإعادة، بل على الإبداء فقط. هذا؛ وقدر الجلال: ثم هو يعيده. وهذا يعني: أن الجملة اسمية، وهي مستأنفة. وهو قول ابن هشام في المغني. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {ذلِكَ:}

اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم: {إِنَّ}. واللام للبعد، والكاف حرف خطاب. {عَلَى اللهِ:} متعلقان بما بعدهما. {يَسِيرٌ:} خبر: {إِنَّ} والجملة الاسمية تعليل لما ذكر من الإبداء، والإعادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>