للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {راضِيَةً مَرْضِيَّةً:} حالان من ياء المخاطبة. (ادخلي): مثل سابقه في الإعراب. {فِي عِبادِي:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {جَنَّتِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ.

فائدة:

فعل: «دخل» إذا كان المدخول فيه غير ظرف حقيقي؛ تعدى إليه ب‍: (في)، نحو:

دخلت في الأمر، ودخلت في غمار الناس، ومنه قوله تعالى: {فَادْخُلِي فِي عِبادِي} أي: في جملة عبادي الصالحين، وإذا كان المدخول فيه ظرفا حقيقيا؛ تعدت إليه في الغالب بغير وساطة (في) ومنه قوله تعالى: {وَادْخُلِي جَنَّتِي} وهذا على أنه ظرف مكان عند بعض النحاة، وفي مقدمتهم سيبويه، والمحققون وعلى رأسهم الأخفش ينصبونه على التوسع في الكلام بإسقاط الخافض، لا على الظرفية، فهو منتصب عندهم انتصاب المفعول به على السعة، بإجراء اللازم مجرى المتعدي، ومثل ذلك قل في: (دخلت المدينة، ونزلت البلد، وسكنت الشام). وهذا إذا كان الفعل ثلاثيا، وأما إذا كان رباعيا دخلت عليه همزة التعدية، ونصب مفعولين، فالمفعول الأول يكون صريحا، والثاني يقال فيه ما ذكر في مفعول الثلاثي. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

انتهت سورة (الفجر) شرحا، وإعرابا بعون الله، وتوفيقه.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>