للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن العلم بأن الميئوس منه لا يكون. وقال الليث، وأبو عبيدة: هو بمعنى: ألم يعلم، واستدلوا لهذه اللغة بقول سحيم بن وثيل اليربوعي: [الطويل] أقول لهم بالشّعب إذ ييسرونني: ... ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم؟

زهدم اسم فرس، وقال رباح بن عدي: [الطويل] ألم ييأس الأقوام أنّي أنا ابنه... وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا؟

{عَذابٌ:} اسم مصدر لا مصدر؛ لأن المصدر تعذيب؛ لأنه من: عذّب، يعذّب بتشديد الذال فيهما، وقيل: هو مصدر على حذف الزوائد، مثل: عطاء، وسلام، ونبات لأعطى وسلّم، وأنبت.

الإعراب: {وَالَّذِينَ:} الواو: حرف استئناف، (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {كَفَرُوا:} فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة؛ التي هي فاعله، والألف للتفريق، هذا هو الإعراب المتعارف عليه في مثل هذه الكلمة، والإعراب الحقيقي أن تقول:

فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالضم الذي جيء به لمناسبة واو الجماعة، ويقال اختصارا: فعل، وفاعل. {بِآياتِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (آيات) مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. (لقائه): معطوف على: (آيات الله) بالواو العاطفة، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {يَئِسُوا:} فعل، وفاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {مِنْ رَحْمَتِي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الاسمية: {أُولئِكَ يَئِسُوا..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:

{وَالَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَأُولئِكَ:} الواو: حرف عطف. (أولئك): مبتدأ أول، والكاف حرف خطاب. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {عَذابٌ:} مبتدأ مؤخر. {أَلِيمٌ:} صفة له، والجملة الاسمية: {لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ:} في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَأُولئِكَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها.

{فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا اُقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤)}

الشرح: {فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ} أي: قوم إبراهيم-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-حين دعاهم إلى التوحيد، والإيمان. {إِلاّ أَنْ قالُوا} أي: قال بعضهم لبعض، أو

<<  <  ج: ص:  >  >>