للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والضمير، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف، أو هو معطوف على الكلام الذي رأيته في الشرح، ولا محل له على الاعتبارين.

{يا مُوسى:} منادى مثل سابقه. {لا:} ناهية جازمة. {تَخَفْ:} فعل مضارع مجزوم ب‍ {لا}.

والفاعل ضمير مستتر تقديره: «أنت». {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها.

{لا:} نافية. {يَخافُ:} فعل مضارع. {لَدَيَّ:} ظرف مكان متعلق بما قبله منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء، والمدغمة في ياء المتكلم، التي هي ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {الْمُرْسَلُونَ:} فاعل: {يَخافُ} مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: (إنّ)، والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ تعليل للنهي، لا محل لها، والكلام: {يا مُوسى..}. إلخ مستأنف لا محل له. هذا؛ والآية مذكورة في سورة (القصص) برقم [٣١] بحروفها.

{إِلاّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١)}

الشرح: {إِلاّ مَنْ ظَلَمَ..}. إلخ: قيل: هو ما يصدر من الأنبياء من ترك الأفضل، والصغيرة، كالذي حصل من آدم، وداود، عليهما السّلام. وعليه الضحاك. أو كالذي حصل من آدم، ويونس، وداود، وسليمان، ومن إخوة يوسف، ومن موسى بوكزه القبطي، على نبينا، وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام، وعليه الزمخشري، وغيره. وقيل: يحتمل أن يكون المراد منه التعريض بما وجد من موسى من قتله القبطي، وهو من التعريضات اللطيفة، وسماه ظلما لقوله عليه السّلام: {إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي} ثم إنه خاف من ذلك، فتاب. قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ}.

فإن قال قائل: فما معنى الخوف بعد التوبة، والمغفرة؟ قيل له: هذه سبيل العلماء بالله عز وجل أن يكونوا خائفين من معاصيهم وجلين، وهم أيضا لا يأمنون أن يكون قد بقي من أشراط التوبة شيء لم يأتوا به، فهم يخافون من المطالبة به، ويدل على ذلك حديث الشفاعة يوم القيامة، وإذا أحدث المقرّب حدثا، فهو وإن غفر له ذلك الحدث؛ فأثر ذلك الحدث باق، وما دام الأثر، والتهمة قائمة؛ فالخوف كائن، لا خوف العقوبة، ولكن خوف العظمة، والمتهم عند السلطان يجد للتهمة حزازة تؤذيه، إلى أن يكدّر عليه صفاء الثقة، وموسى عليه السّلام قد كان منه الحدث في ذلك الفرعوني، ثم استغفر، وأقر بالظلم على نفسه، ثم غفر له، ثم قال بعد المغفرة {رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}. انتهى. قرطبي بتصرف كبير.

الإعراب: {إِلاّ:} أداة استثناء. {مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب على الاستثناء من المرسلين. {ظَلَمَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {مَنْ،} تقديره: هو،

<<  <  ج: ص:  >  >>