للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {كانُوا:} ماض ناقص، والواو اسمه، والألف للتفريق. {قَلِيلاً:} صفة مفعول مطلق عامله ما بعده، التقدير: يهجعون هجوعا قليلا، أو هو صفة ظرف محذوف، التقدير:

يهجعون وقتا قليلا. {مِنَ اللَّيْلِ:} متعلقان ب‍: {قَلِيلاً،} و {يَهْجَعُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، وعلى هذا ف‍: {ما} صلة، وأجيز اعتبار {ما} مصدرية تؤول بمصدر في محل رفع فاعل ب‍: {قَلِيلاً،} و {قَلِيلاً} خبر (كان)، التقدير: كانوا قليلا من الليل هجوعهم، وعلى هذين الوجهين فالجار والمجرور متعلقان ب‍: {قَلِيلاً،} أو هما متعلقان بمحذوف صفة له. هذا؛ وقيل: الوقف على: {قَلِيلاً،} ويبتدأ بما بعدها. و {ما} نافية، والجار والمجرور متعلقان بالفعل بعدهما. وبينات فساده في الشرح. هذا؛ وجملة: {كانُوا قَلِيلاً..}. إلخ، بدل من سابقتها، أو هي تفسير لها.

(بالأسحار): متعلقان بالفعل بعدهما. {هُمْ:} مبتدأ. {يَسْتَغْفِرُونَ:} مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على جملة: {يَهْجَعُونَ} على جميع الوجوه فيها. (في أموالهم): متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة، {حَقٌّ:} مبتدأ مؤخر. {لِلسّائِلِ:} متعلقان ب‍: {حَقٌّ،} أو بمحذوف صفة له. {وَالْمَحْرُومِ:}

معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها أيضا.

{وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٢١) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (٢٢)}

الشرح: {وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ:} لما ذكر أمر الفريقين؛ أي: الكافرين، والمؤمنين؛ بيّن سبحانه: أنّ في الأرض علامات تدلّ على قدرته على البعث والنشور، فمنها عود النبات بعد أن صار هشيما، ومنها: أنه قدر الأقوات فيها للحيوانات، ومنها: سيرهم في البلدان التي يشاهدون فيها آثار الهلاك النازل بالأمم المكذبة. والموقنون: هم العارفون المحققون واحدانية ربهم، وصدق نبوة نبيهم، وخصّهم بالذكر؛ لأنهم المنتفعون بتلك الايات، وتدبرها. انتهى. قرطبي.

وفي النسفي: {وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ:} تدل على الصانع، وقدرته، وحكمته، وتدبيره؛ حيث هي مدحوة كالبساط لما فوقها، وفيها المسالك، والفجاج للمتقلبين فيها، وهي مجزأة، فمن سهل، ومن جبل، وصلبة ورخوة، وعذبة وسبخة، وفيها عيون متفجرة، ومعادن مبثوثة، ودواب منبثة، مختلفة الصور، والأشكال، متباينة الهيئات، والأفعال. {لِلْمُوقِنِينَ:} للموحدين؛ الذين سلكوا الطريق السوي البرهاني الموصل إلى المعرفة: فهم نظارون بعيون باصرة، وأفهام نافذة، كلّما رأوا آية؛ عرفوا وجه تأمّلها، فازدادوا إيقانا مع إيقانهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>