للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {تَقُولُوا:} مضارع منصوب ب‍: {أَنْ،} وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، و {أَنْ} والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، و «لا» مقدرة؛ إذ التقدير: لئلا تقولوا، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {أَنْزَلْناهُ} في الآية السابقة. وقيل: متعلقان ب‍: {أَنْزَلْناهُ} مقدرا لئلا يلزم الفصل بين العامل، والمعمول بأجنبي إن علقا بالمذكور. وهذا عند الكوفيين، وهو عند البصريين على حذف مضاف، التقدير: كراهية قولكم: {إِنَّما..}. إلخ، فهو مفعول لأجله، وانظر الشاهد [٤٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب». {إِنَّما:} كافة ومكفوفة. {أُنْزِلَ:} ماض مبني للمجهول.

{الْكِتابُ:} نائب فاعله. {عَلى طائِفَتَيْنِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وتعليقهما بمحذوف حال من: {الْكِتابُ} فيه ضعف. {مِنْ قَبْلِنا:} متعلقان بمحذوف صفة: {طائِفَتَيْنِ،} و (نا): في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية: {إِنَّما..}. إلخ في محل نصب مقول القول. {وَإِنْ:}

الواو: واو الحال. (إن): مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها. {كُنّا:} ماض ناقص مبني على السكون، و (نا): اسمها. {عَنْ دِراسَتِهِمْ:} متعلقان بما بعدهما، والهاء في محل جر بالإضافة.

{لَغافِلِينَ:} اللام: هي الفارقة بين العاملة والمهملة. (غافلين): خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية: {وَإِنْ..}. إلخ في محل نصب حال من (نا)، والرابط: الواو، والضمير. وهذا الإعراب إنما هو على مذهب البصريين، وأما الكوفيون، فيقولون: إن (إن) نافية بمعنى «ما»، واللام بمعنى: «إلا»، والتقدير عندهم: «وما كنا عن دراستهم إلا غافلين». والأقوى عند جمهور النحاة، والمعتمد عندهم هو قول البصريين. وقال ابن مالك-رحمه الله-في ألفيته: [الرجز]

وخفّفت إنّ فقلّ العمل... وتلزم اللاّم إذا ما تهمل

{أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ (١٥٧)}

الشرح: {أَوْ تَقُولُوا:} الخطاب لمشركي العرب كالذي قبله. {لَوْ أَنّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ} أي:

التوراة، أو الإنجيل، أو كتاب مثلهما. {لَكُنّا أَهْدى مِنْهُمْ:} أهدى من اليهود، والنصارى، وذلك لحدة أذهاننا، وثقافة أفهامنا، وغزارة حفظنا لأيام العرب، ولذلك تلقفنا فنونا من العلم، كالقصص، والأشعار، والخطب مع أننا أميون، لا نقرأ، ولا نكتب. {جاءَكُمْ:} انظر الآية رقم [٥].

{بَيِّنَةٌ:} حجة واضحة تعرفونها، وبرهان ساطع ترونه بأعينكم، وتسمعونه بآذانكم. {رَبِّكُمْ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>