للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتح في محل رفع مبتدأ. {أَشَدُّ:} خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {إِنَّ}. هذا؛ وإن اعتبرت الضمير فصلا ف‍: {أَشَدُّ} خبرها، والجملة الاسمية: {إِنَّ ناشِئَةَ..}. إلخ تعليل للأمر السابق، وعليه فالجملة الاسمية: {إِنّا سَنُلْقِي..}. إلخ معترضة بين التعليل والمعلل. {وَأَقْوَمُ:}

معطوف على {أَشَدُّ}. {قِيلاً:} تمييز مثل {وَطْئاً}. تأمل، وتدبر.

{إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (٧)}

الشرح: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً} أي: تصرفا في حوائجك، إقبالا، وإدبارا، ذهابا، وإيابا، وهو مصدر: سبح، وقد استعير من السباحة في الماء للتصرف في الحوائج، والسبح:

الجري والدوران، ومنه: السابح في الماء لتقلبه بيديه، ورجليه، وفرس سابح: شديد الجري.

قال امرؤ القيس في معلقته رقم [٦٧]: [الطويل]

مسحّ إذا ما السّابحات على الونى... أثرن الغبار بالكديد المركّل

وقال تعالى في سورة (النازعات): {وَالسّابِحاتِ سَبْحاً}. هذا؛ وقيل: سبحا طويلا: فراغا طويلا لنومك، وتصرفك في حوائجك أفضل من الليل، كما يتردد السابح في الماء. قال الشاعر: [الطويل]

أباحوا لكم شرق البلاد وغربها... ففيها لكم يا صاح سبح من السّبح

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {لَكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {إِنَّ} تقدم على اسمها. {فِي النَّهارِ:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وبعضهم يعلقهما بمحذوف حال من {سَبْحاً}.

{سَبْحاً:} اسم {إِنَّ} مؤخر. {طَوِيلاً:} صفة {سَبْحاً،} والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.

{وَاُذْكُرِ اِسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (٨)}

الشرح: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} أي: دم على ذكره في ليلك، ونهارك، واحرص عليه. وذكر الله تعالى يتناول كل ما كان من ذكر طيب، من تسبيح، وتحميد، وتهليل، وتكبير، وتمجيد، وتقديس، وتوحيد، وصلاة، وتلاوة قرآن، ودراسة علم، وغير ذلك مما كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يستغرق به ساعات ليله، ونهاره. وقال الجلال: أي: قل: بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء قراءتك. قال الجمل: أي: سواء قرأت في الصلاة، أو خارجها. وهذا إذا قرأ من أول السورة، وأما إذا قرأ من أثناء سورة؛ فإنه إن كان في غير الصلاة؛ سنّ له أن يبسمل، وإن كان فيها لم تسن له البسملة؛ لأن قراءة السورة بعد الفاتحة تعد قراءة واحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>