للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رقم [٤٠]. {بَغْتَةً:} فجأة من غير مقدمة، أو إنذار. {جَهْرَةً:} عيانا بأن ظهرت أمارات العذاب ليلا أو نهارا. {هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظّالِمُونَ:} الاستفهام بمعنى النفي، أي: لا يهلك إلا القوم الكافرون، والمراد: أن الإهلاك إهلاك سخط وغضب، فلا يرد أن غيرهم يهلكون بلا ريب، لكن ليس سخطا وتعذيبا، بل إثابة، ورفع درجة. انتهى جمل نقلا عن كرخي. وانظر (القوم) في الآية رقم [٢٢] (المائدة).

الإعراب: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ:} انظر إعراب هذا الكلام في الآية رقم [٤٠] ففيه الكفاية. {بَغْتَةً:} حال من الضمير المنصوب بمعنى: مباغتين، ويصح أن يكون حالا من:

{عَذابُ اللهِ} بمعنى مباغتا، أو هو مفعول مطلق عامله الفعل (أتى) من غير لفظه. {جَهْرَةً:}

معطوف على {بَغْتَةً} على الوجهين المعتبرين فيه، ويقرأ بالواو وبأو. {هَلْ:} حرف استفهام بمعنى النفي. {يُهْلَكُ:} يقرأ بالبناء للفاعل من الثلاثي، وبالبناء للمفعول من الرباعي. {إِلاَّ:}

حرف حصر. {الْقَوْمُ:} فاعل أو نائب فاعل على نحو ما رأيت. {الظّالِمُونَ:} صفة القوم مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الفعلية: {هَلْ يُهْلَكُ..}. إلخ تصالح لما صالح له:

{أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ} انظر في الآية رقم [٤٠].

{وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨)}

الشرح: {الْمُرْسَلِينَ:} بفتح السين جمع: رسول، ويجمع على: رسل، كما في قوله تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} وانظر شرح الرسول والنبي في الآية رقم [٥/ ٨٣] {مُبَشِّرِينَ:}

المطيعين بالجنة والرضا والرضوان. {وَمُنْذِرِينَ} أي: مخوفين الكافرين والعاصين من النار وغضب الواحد القهار. {آمَنَ} أي: بالله ورسله، وانظر الآية رقم [٩٣] (المائدة) {وَأَصْلَحَ:}

عمله بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى. {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ:} من عذاب الله وغضبه. {عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ:} في الآخرة بسبب شيء يهمهم أو يزعجهم، وهذا؛ وعد من العلي القدير، فهنيئا لمن وفق للعمل الصالح في الدنيا ليفوز في الآخرة برضا ربه، ونعيمه الدائم الذي لا ينقطع، وانظر (نا) في الآية رقم [٧/ ٧] تجد ما يسرك.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {نُرْسِلُ:} مضارع، وفاعله مستتر تقديره: «نحن». {الْمُرْسَلِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {إِلاّ:} حرف حصر لا محل له.

{مُبَشِّرِينَ:} حال منصوب... إلخ. (منذرين): معطوف عليه، فهو حال أيضا، والجملة الفعلية: {وَما نُرْسِلُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {فَمَنْ:} الفاء: حرف استئناف. (من): اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>