للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَعْدِلُونَ:} يعرضوان عن عبادة الله تعالى، أو يسوون الأصنام بربهم، والشرح الوافي لذلك انظره في الآية رقم [١٣٥] النساء ففيه الكفاية، والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.

الإعراب: {الْحَمْدُ:} مبتدأ. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبره، والجملة الاسمية ابتدائية لا محل لها. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة (الله)، أو هو بدل منه. {خَلَقَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} وهو العائد. {السَّماواتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم. {وَالْأَرْضَ:} معطوف عليه، وجملة: {خَلَقَ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، وإعراب: {وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ} مثلها، وهي معطوفة عليها لا محل لها مثلها. {ثُمَّ:} حرف عطف. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، وجملة: {كَفَرُوا} صلته. {بِرَبِّهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو بالفعل بعدهما على حسب ما رأيت في المعنى، وجملة: {يَعْدِلُونَ} في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {الَّذِينَ..}. إلخ معطوفة على الجملة الاسمية السابقة لا محل لها مثلها، وقيل: يجوز عطفها على جملة: {خَلَقَ السَّماواتِ} ولم يظهر لي صحة جوازه.

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (٢)}

الشرح: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ:} وقال سبحانه في غير هذه الآية: {خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ} والمعنى: ابتدأ خلقكم منه، فإنه المادة الأولى، وإن آدم الذي هو أصل البشر خلق منه. أو المعنى: خلق أباكم، فحذف المضاف. هذا قول المفسرين.

أقول: وعليه فخلقنا من طين أو تراب هو خلق غير مباشر، وهناك خلق مباشر، يدركه كل إنسان، وذلك بالرجوع إلى مبدأ خلقه، فلا ريب أن المادة التي يبدأ خلق الإنسان منها مستمدة من دمه، ودمه مستمد من الغذاء، والشراب، ومصدر هذين إنما هو من الأرض التي ينبت فيها الغذاء على جميع أنواعه، والشراب على اختلاف أجناسه. احفظ هذا؛ وافهمه فإنه جيد، وتوسع في تحليله، والكلام عليه إن أردت. {قَضى:} انظر الآية رقم [١١٧] (البقرة) فالكلام على هذا اللفظ طويل هناك، ومعناه هنا: كتب، وقدر.

وقد اختلف في تفسير الأجلين المذكورين هنا على أقوال: فقيل: أجل الموت، وأجل القيامة، وقيل، الأول ما بين خلق الإنسان وموته، الثاني ما بين موته وبعثه للحساب، وقيل:

الأول: النوم، والثاني: الموت، وقيل: الأول لمن مضى، والثاني لمن بقى ولمن يأتي، أو الثاني هو الأول، وتقديره: وهو أجل مسمى؛ أي: معلوم، ومثبت معين. {عِنْدَهُ:} في علمه وتقديره الأزلي. والإضافة إضافة تشريف، وقل مثله في كل إضافة لله جل علاه، وتقدست أسماؤه. وانظر إعلال مثل: {مُسَمًّى} في الآية رقم [٩١]. {تَمْتَرُونَ:} تشكون، من: المرية، أو من المراء، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>