للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلهما. {هَلْ:} حرف استفهام معناه النفي. {تُجْزَوْنَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل، وهو المفعول الأول. {إِلاّ:} حرف حصر لا محل له. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان، وهي في الأصل مضاف إليه، والمضاف محذوف.

{كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون. والتاء اسمه، وجملة: {تَعْمَلُونَ} في محل نصب خبر (كان)، والجملة: {كُنْتُمْ..}. إلخ صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: إلا مثل الذي، أو مثل شيء كنتم تعملونه، وجملة: {هَلْ تُجْزَوْنَ..}.

إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف، انظر الشرح، وجملة القول، ومقوله مستأنفة، لا محل لها، أو هي في محل نصب حال من وجوههم، التقدير: فكبت وجوههم مقولا لهم.

{إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩١)}

الشرح: {إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ:} أمر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يقول لهم ذلك، بعد ما بين أحوال المبدأ والمعاد، وشرح أحوال القيامة، إشعارا بأنه قد أتم الدعوة، وقد كملت، وما عليه بعد ذلك إلا الاشتغال بشأنه، والاستغراق في عبادة ربه. والمعنى: قل: إنما أمرت أن أخص بعبادتي، وتوحيدي الله الذي هو رب هذه البلدة، وهي مكة المكرمة. وإنما خصها بالذكر من بين سائر البلاد؛ لأنها مضافة إليه، وأحب البلاد، وأكرمها عليه. وأشار إليها إشارة تعظيم؛ لأنها موطن نبيه، ومهبط وحيه.

{الَّذِي حَرَّمَها} أي: جعلها حرما آمنا، لا يسفك فيها دم، ولا يظلم فيها أحد، ولا يصاد صيدها، ولا يختلى خلاها، ولا يدخلها إلا محرم، وإنما ذكر: أنه هو الذي حرمها؛ لأن العرب كانوا معترفين بفضيلة مكة، وأن تحريمها من الله، لا من الأصنام. هذا؛ وقرئ: «(التي حرمها)».

{وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ} أي: مالك الدنيا، والآخرة خلقا، وعبيدا، فليس له شريك في ذلك أبدا. {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أي: المنقادين له، والثابتين على ملة الإسلام. هذا؛ و «أمر» من الأفعال التي تنصب مفعولين، الثاني منهما مجرور بحرف جر في الغالب، وجاء منصوبا في الشعر كقول عمرو بن معدي كرب الزبيدي: [البسيط]

أمرتك الخير فافعل ما أمرت به... فقد تركتك ذا مال وذا نشب

ومثله: استغفر، واختار، وكنى، وسمّى، ودعا، وصدق، وزوج، وكال، ووزن، قال الشاعر: [البسيط]

أستغفر الله ذنبا لست محصيه... ربّ العباد إليه الوجه والقبل

<<  <  ج: ص:  >  >>