للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدر، والجملة الفعلية: {جِئْتَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها. {يا مُوسى:} انظر الآية رقم [١].

هذا؛ والكلام كله من قول الله تعالى. تأمل، وتدبر.

{وَاِصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١) اِذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (٤٢)}

الشرح: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} أي: اخترتك، واصطفيتك لرسالتي، ووحيي لتتصرف على إرادتي، ومشيئتي، ومحبتي، وذلك لأن قيامه بأداء الرسالة تصرف على إرادة الله، ومحبته. انتهى. خازن. هذا؛ ومثله فيما خوله الله من الكرامة مثل من قربه الملك، واستخلصه لنفسه. {بِآياتِي:} بمعجزاتي. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: المراد بها الآيات التسع. انتهى. {وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي:} قال ابن عباس: لا تضعفا في أمر الرسالة، وقاله قتادة.

وقيل: لا تفترا. قال العجاج: [الرجز]

فما ونى محمد مذ أن غفر... له الإله ما مضى وما غبر

والونى: الضعف، والفتور، والإعياء، والكلال. قال امرؤ القيس: [الطويل]

مسح إذا ما السابحات على الونى... أثرن غبارا بالكديد المركّل

هذا؛ وفلان لا يني كذا؛ أي: لا يزال، وبه فسر أبان معنى الآية، واستشهد بقول طرفة: [الطويل]

كأنّ القدور الرّاسيات أمامهم... قباب بنوها لا تني أبدا تغلي

الإعراب: {وَاصْطَنَعْتُكَ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{لِنَفْسِي:} متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء... إلخ، والياء في محل جر بالإضافة. {اِذْهَبْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {أَنْتَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد للضمير المستتر.

{وَأَخُوكَ:} معطوف على الضمير المستتر مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف في محل جر بالإضافة. {بِآياتِي:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر وما عطف عليه، التقدير: مصحوبين بآياتي، وعلامة الجر كسرة مقدرة... إلخ، والياء في محل جر بالإضافة. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا) ناهية. {تَنِيا:} مضارع تام، أو ناقص مجزوم ب‍: (لا) الناهية، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين فاعله، أو اسمه. {فِي ذِكْرِي:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف خبره على نقصانه، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ، والياء في محل جر بالإضافة، وجملة: {وَلا تَنِيا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها، والكلام من مقول الله تعالى. تأمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>